حكاية منى
بقلم ـ شيرين راشد
مني كانت دلوعة ابوها وأمها لكن الزمن حطم كل أحلامها ومزق قلبها ،فبعد رحيل الأب مستحيل شخص تاني يعوض مكانه لا خال ولا عم ولا اخ ودي حقيقه مرة نعرفها كلنا .
( مني ) ودا كان إسمها بنت خفيفة الظل دلوعه شقيه عنيدة بطبعها لكن من روحها ولسانها الحلو الكل كان بيحبها رغم كانت واحده في وسط خمسه أخوات لكنها كانت حاجه تانيه لوحدها .
كانت زي ٱي بنت شايفه أبوها فارس أحلامها وقدوتها وكل عزها وكانوا دائما من بعض قريبين يكلوا ويشربوا ويضحكوا ومتفاهمين والبنت كانت مرحه ضحوكه حافظة من الافاشات كتير وتحكي لأبوها ويضحكوا من قلبهم .
ولما وصلت للثانوية خراط البنات نحتها وجمل وصفها والكل أصبح معجب بها ،لكن أبوها كان له مبدأ تمام بعد ما تخلص دراستها يبقي فيه تأتي كلام .
وفي يوم صحت مني علي صراخ أمها أبوكي مات يامني ونزل الخبر كالصاعقة علي بنتها فقدة الكلام وغابت عنهم تمام شايفه اللي بيحصل لكنها مش فاهمه ولا مستوعبه أزاي أبوها يبعد فجأة عنها
وبعد اسبوع بإتمام والكمال ظهر وحش مرعب إسمه عمها وعشان يسيطر علي البنت ويخوفها ضربها وكسر زراعها وحطم بالفعل قلبها ساعتها إسودت الدنيا في وشها وعرفت أن فعلا السماء اللي كانت حميها وقعت وإنكشف ظهرها .
وبعد سنه زرها من تاني عمها وفي أيده عريس رفضت مني وصرخت وبكت من قلبها لكنه ولا سمعها ولاحد وقف جانبها وفي أسبوع جوزوها غصبا عنها وقررت مني ترضا وتعيش وإستسلمت لأمر ربها .
ولكن المفاجئة أن عريسها كان قاسي عنيف ويااسفاه علي حظها وبعد شهر قال يسافر الخليج عشان يحسن وضعها وعاشت وحيده وهي زهرة في العشرين من عمرها وكانت حياتها معاه زياره كام يوم في سنه .
ومرت السنين وبقت مني أم لثلاثة أطفال وساعتها قطع المصروف مرة واحده عنها وتعبت تطلب منه ومن أمها وأشتغلت حاجات كتير عشان تربي أولادها لوحدها الكل إتخلي عنها إلا ربها كان دايما يدبر لها أمرها وغاب عنها جوزها عشرين سنه وهما سنين عمرها يعني مني إنتهي عمرها من قبل حتي مايبتدي والكل وصف زوجها بأنه حبر علي ورق سرق شبابها وزود ظلمها .
لكن مني كانت قويه ربة وسهرت وذكرت وفي زحمة الحياة إنصهرت بروحها في عيالها ونسيت نفسها وكبروا واتخرجوا من الجامعه بدمها ،وبعد سنين طويله رجع جوزها مريض قعيد وعملت بردوا بأصلها وحاولت تعالجه وفي سؤال حيرها وشغل فكرها فين فلوس الغربه اللي دفعت ثمنها زهرت شبابها وثمرة عمرها كان غامض معها وغريب وقبل ما يجاوب ويريح قلبها فارقها ورحل من الدنيا كلها قبل مايعوضها حرمان سنين حطم نفسها ورجعت من تاني تكمل مشوارها بالباقي من عمرها وحضنت أولادها ونزلت دمعه من عينها وكأنها بتمحي بها همها وكان إيمانها شديد و راضيا قوي ببختها فرفعت ايديها ساعتها للسماء تشكر وتحمد ربها .

