recent
أخبار ساخنة

كل يوم حديث...من كتاب صحيح البخاري ♦️إسلام ثُمامةَ بنَ أَثَّالٍ الحنفيَّ

كل يوم حديث...من كتاب صحيح البخاري
♦️
إسلام ثُمامةَ بنَ أَثَّالٍ الحنفيَّ



✍️كتبت ســـوسن محمـــود

🔹إنَّ ثُمامةَ بنَ أَثَّالٍ الحنفيَّ ، انطلقَ إلى نَجلٍ قريبٍ منَ المسجدِ فاغتسَلَ ، ثمَّ دخلَ المسجدَ فقالَ : أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ . يا مُحمَّدُ ، واللَّهِ ما كانَ علَى الأرضِ وَجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهِكَ ، فقد أصبحَ وجهُكَ أحبَّ الوجوهِ كُلِّها إليَّ وإنَّ خيلَكَ أخَذَتني وأَنا أريدُ العُمرةَ فماذا تَرى ؟ فبشَّرَهُ رسولُ اللَّهِ وأمرَهُ أن يعتَمِرَ - مختَصرٌ -
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
💢
بَعَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ برَجُلٍ مِن بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ له ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بسَارِيَةٍ مِن سَوَارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِندِي خَيْرٌ يا مُحَمَّدُ، إنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ منه ما شِئْتَ، فَتُرِكَ حتَّى كانَ الغَدُ، ثُمَّ قَالَ له: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: ما قُلتُ لَكَ: إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، فَتَرَكَهُ حتَّى كانَ بَعْدَ الغَدِ، فَقَالَ: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِندِي ما قُلتُ لَكَ، فَقَالَ: أطْلِقُوا ثُمَامَةَ فَانْطَلَقَ إلى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنَ المَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، يا مُحَمَّدُ، واللَّهِ ما كانَ علَى الأرْضِ وجْهٌ أبْغَضَ إلَيَّ مِن وجْهِكَ، فقَدْ أصْبَحَ وجْهُكَ أحَبَّ الوُجُوهِ إلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِن دِينٍ أبْغَضَ إلَيَّ مِن دِينِكَ، فأصْبَحَ دِينُكَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِن بَلَدٍ أبْغَضُ إلَيَّ مِن بَلَدِكَ، فأصْبَحَ بَلَدُكَ أحَبَّ البِلَادِ إلَيَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أخَذَتْنِي وأَنَا أُرِيدُ العُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَمَرَهُ أنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ له قَائِلٌ: صَبَوْتَ، قَالَ: لَا، ولَكِنْ أسْلَمْتُ مع مُحَمَّدٍ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَا واللَّهِ، لا يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ، حتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
شرح الحديث💢
حَثَّ الشَّرعُ على العَفوِ عِندَ المَقدرَةِ، والإحسانِ إلى النَّاسِ؛ لِأنَّها تُوصلُ إلى كَسبِ القُلوبِ، وَلِأنَّ لِهذا العَفوِ بالِغَ الأثرِ في نَفسِ مَنْ نَدْعوه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أبو هُريرَةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم بَعثَ خَيلًا قِبَلَ نَجْدٍ، أي: أرسلَ فُرسانَ خَيلٍ إلى ناحيةِ نَجْدٍ، فَجاءَتْ، يَعني: الخَيلَ، بِرجُلٍ مِن بَني حَنيفةَ يُقالُ لَهُ ثُمامَةُ بنُ أثالٍ، فَربطوهُ بِساريةٍ، وَهيَ الأُسطوانةُ والعمودُ، مِن سَواري المَسجِدِ النَّبويِّ، فخَرجَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: (ما عِندَكَ يا ثُمامةُ. يَعني: أيُّ شَيءٍ عِندَكَ؟ ما الَّذي تَظُنُّه أنِّي فاعلٌ بِكَ ؟ فَقالَ ثُمامَةُ: عِندي خَيرٌ يا مُحمَّدُ، يَعني: لَستَ أنتَ مِمَّن يَظلِمونَ النَّاسَ، بَل أنتَ مِمَّن يَعفو ويُحسِنُ، وإن تَقتُلْني تَقتُلْ ذا دَمٍ، أي: صاحبَ دَمٍ، يَعني: إنْ قَتلْتَني فأنا مَطلوبٌ بِدَمٍ أستحقُّ عليه القتْلُ؛ فلا عيبَ عليك في قَتْلي، أو إنَّه صاحبُ دمٍ غالٍ وشريفٍ لرياستِه وفَضلِه، وفي قتْله بلوغٌ للثَّأرِ وشفاءٌ للقلبِ، وإنْ تُنعِمْ وتُحسِنْ تُنعِمْ على شاكرٍ؛ لِأنَّكَ تُنعِمُ على كَريمٍ حافظٍ لِلمَعروفِ، وَلا يَنسى الجَميلَ، وإنْ كُنتَ تُريدُ المالَ؛ لِأفتَديَ بِهِ نَفسي فَسلْ منه، أيْ: مِنَ المالِ ما تَشاءُ. فَتُرِكَ حتَّى كانَ الغَدُ، على حالِه مَربوطًا في السَّاريَةِ، حتَّى كانَ اليَومُ الثَّاني فأعادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم سُؤالَهُ الأوَّلَ، فأجابَهُ ثُمامَةُ بِنَفسِ جَوابِه، فتَركَه حتَّى كانَ بَعدَ الغَدِ فأعادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم سُؤالَهُ الأوَّلَ، فأجابَه ثُمامةُ بِنفسِ جَوابِه، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: (أَطلِقوا ثُمامةَ)، يَعني: فُكُّوه وأطلِقوه، فَانطَلَق ثُمامةُ إلى نَخلٍ قَريبٍ مِنَ المَسجِدِ، يَعني إلى نَخلٍ فيهِ ماءٌ، فَاغتَسَلَ ثُمَّ دَخلَ المَسجِدَ، فَقالَ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، يا مُحمَّدُ، واللَّهِ ما كانَ على الأرضِ وَجهٌ أبغَضُ إليَّ مِن وَجهِكَ، فَقدْ أصبحَ وَجهُكَ أحبَّ الوُجوهِ إليَّ، وَاللهِ ما كانَ مِن دِينٍ أبغضَ إليَّ مِن دينِكَ، فَأصبَحَ دينُك أحبَّ دينٍ إليَّ، وَاللهِ ما كانَ مِن بَلدٍ أبغَضَ إليَّ مِن بَلدِك، فأصبحَ بَلدُكَ أحبَّ البِلادِ إليَّ، وإنَّ خَيلَك أخذَتْني، وأنا أُريدُ العُمرَةَ، فَماذا تَرى ؟ فبَشَّرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم بِالخَيرِ، وأمرَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يَعتمِرَ.
فَلمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قالَ لَهُ قائلٌ: صَبوتَ، يَعني: تَركتَ دينَك ومِلَّتَك، فَقالَ ثُمامَةُ: لا، ولَكنْ أسلَمْتُ مَعَ مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، واتَّبعتُه ثُمَّ أقسمَ ثُمامَةُ فَقالَ: وَلا وَاللهِ، لا يَأتيكُم مِنَ اليَمامةِ حَبَّةُ حِنطةٍ، أي: لَا يَأتِيكُم حبَّةُ قَمْحٍ حَتَّى يَأذَنَ ويَأمُرَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أنْ تُرسَلَ إليكُمْ.
🔹وفي الحديث: الإحسانُ إلى مَن يَستحقُّه، وأنَّه يُليِّن القلوبَ المُغلَقةَ، والإحسانُ إلى الأسرَى والعَفوِ عنهم، والرِّفقُ بمَن يُحَسُّ إسلامُه منهم وإطلاقُه.
َوفيه: ربْطُ الأَسيرِ في المسجِد، وإن كان كافرًا، خُصوصًا إذا كان ذلك لغرضٍ نافعٍ، كسَماعِ قرآنٍ أو عِلمٍ ورَجاءِ إسلامِه، ونحو ذلك من المصالِح.
وفيه: مَعرفةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بمعادنِ الرِّجالِ، ووضْعُه الإحسانَ في موضعِه



google-playkhamsatmostaqltradent