ابي
ليث عايد بيگ
لازلتُ حتى الان احتفظ بزجاجة عطرك المفضلة
اضعها تحت وسادتي اتلمسها حينما اشعرُ بالخوف
لا اخفيك
وضعت منها مرَّ
وخرجت
كُلُ من صادفني ابتعد
البعض منهم وضع منديلا على انفه
والبعض الآخر إكتفى بالابتعاد
مع انه مجرد عطر
حتى انني لم اشعر به
اذ لم يكن في الزجاجة غير السائل
ذو اللون الاخضر هكذا بدى حينها
ربما لانني لم يقدر لي شم رائحتك
لذا لم استطع تميزها
او ان رائحتها تلاشت مع رحيلك
إلا انني لازلت احتفظ بها
علَّهُ يأتي يوم واسرد حكايتها لحفيدك
الذي لم يراك يوما كما ابيه
ابي
بالامس رأيتُك من بعيد تلوح بيديك
وكأنك تحذرني من شيء ماء
لكن الرياح كانت معاكسة لم اسمع شيء
سوى ثوبك الابيض الذي بدى
وكأنه يتبخر مع الهواء
تساءلت حينها مالذي جاء بك
هل اشتقت لي
ام لا ترغب بمجيئي اليك ؟
ابي هناك الكثير من الاشياء
اريد اخبارك بها
ففي كل عام يحتفل اصدقائي بمولد ابائهم
ويقدمون لهم الهدايا
فعلت مثلهم واشتريت بعض الهدايا
ووضعتها في خزانة الملابس
علك تزورني في حلمٍ ما
حتى وان لم تستطع اخذها
المسها فقط .
