recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

د. ممدوح سالم يكتب: لمَ التفاؤل يا وزير؟

 د. ممدوح سالم يكتب: لمَ التفاؤل يا وزير؟

مَن هم مثلي من أهل القرى يبالغون في تعظيم المخاطب إذا قرَّت به العين؛ قل من باب الفخر به، أو من باب المجاز باعتبار ما سيكون متى أراد مولاه؛ فتراهم ينادونه إذا كان معلمًا في بدء درجاته الوظيفية يا ناظر، أو يا مدير، إذا كان في إحدى الوظائف الإدارية، أو يا مستشار إذا عمل بالقانون، أو يا وزير إذا رأوه يجنح إلى ذلك الباب العالي واقعًا أو خيالًا؛ وإنه من هذا الشارع الذي بينته كان لصديقي المحترم بابٌ من جواز الخطاب معي ومعه؛ فلا يسيئن الظنَّ أحدٌ بي، ولا به، إن رأى في ذلك سوءًا!.

 لمَ تبدو متفائلًا رغم كل شيء يا وزير؟ هكذا بدأ صديقي حين تلقيت مكالمته مساءً قبل يوم أمس؛ أجبته، وما الذي لا يدعو إليه يا نقيب [صديقي له سجل حافل من العمل العام في نقابته المرموقة؛ لكنه لم يقرر بعد الترشح لمقعده المرجو في نقابته الفرعية بالإقليم]؛ استأنفت الجواب، كل شيء بخير والحمد لله... عام مضى بما حمله من كورونا، وما تحملناه نحن المصريين خاصة والعالم كله ولم يزل من أوجاع وآلام بفراق الأحباب والأصدقاء؛ وإن شاء الله لن يعود... 

ردّ بلهجة الإقليم الحادة وقلب القاف جيمًا: ليه معاليك ما سمعتش ع المقدر جديد؟ كورونا فرّخت وبقيت عائلات، كل يوم نسمع عن سلالة جديدة هنا أو هناك؛ ودا كله ولسَّه السنة ما خلصناش، وداخلين ع العام الجديد!

بنبرة هادئة أجبته، سمعت يا صديقي؛ بيد أني مستبشر متفائل بإذن الله بانكشاف غمة كورونا وسلالاتها عمَّا قريب؛ فالله تعالى لن يترك عباده العاملين بـأسباب الوقاية، ولا تنس علماءنا الساعين في  نصحنا حتى زوالها؛ ولأنني أعلم في سمات خطابه تفصيلًا وإطنابًا لا يخلو من مزالق؛ وبنبرة محيي إسماعيل بادرته: ها.. إيه تاني؟

-طب والتعليم؛ كيف الوزير، اللي حضرتك دومًا تدافع عنه وتتبنى فكره، يصر إلى الآن على فتح المدارس والجامعات ومواصلة الدراسة برغم ما نعاني؟

- الدولة ستتخذ قرارها المناسب في الوقت المناسب، لا تقلق!

أجابني ويبدو أنني قد أغضبته باقتضاب إجابتي.

- كيف يا وزير تبدو متفائلًا، وها أنت ترى وتسمع وتجد من كل شيء ما لا يحمل التفاؤل في بدء العام الجديد؛ طب سيبك من اللي ما بتسمَّاش (يعني كورونا) دي طايحة في العالم كله؛ لكن عندنا قالوا السولار والبنزين سيرتفع عادة كل عام! وشف حضرتك ما سيترتب على ذلك من غلاء كل شيء: المواصلات، والأكل والشرب، والورق، والزرع.. كله كله!.

- يا نقيب، حضرتك سِيد العارفين، هذه موازنة تسعير... لا تقلق.. رُبع هنا أو هناك لا يفرق ما دام في الصالح العام. ها إيه تاني؟

-والله إنت حضرتك سددت نفسي يا وزير، عمومًا تشكر، وقبل أن ينهي حديثه سألني مباغتَا بذكاء أهل القرى: هو حضرتك متفائل عشان شاعر؟ وللا مرشح وزارة عن قريب؟ وللا إيه؟

-طب تصبح على خير يا نقيب.. ولم أغلق..[سمعته يتمتم، والتقطت أذني من تمتمته قبل إغلاقه، باين عليه خايف يتكلم! مفيش داعي].

google-playkhamsatmostaqltradent