يوم الحساب عند المصري القديم
بقلم-جيهان سيد محمد علي
أقرَّت الأديان السماوية والمعتقدات الدينية بالحياة الآخرى بعد الموت وفكرة الحساب والثواب والعقاب فماذا عن معتقد المصري القديم؟
آمَن المصري القديم بفكرة البعث بعد الموت والحساب والثواب والعقاب وخير دليل على ذلك إصرارهم على حفظ جسد المتوفى وتقدمة القرابين ليضمن البعث مرة أخرى في الحياة الأبدية وآمَن ايضًا بفكرة الحساب فبعدما يتوفى الإنسان عليه أن يتخطى مصاعب العالم الآخر حتى يصل لمحكمة الموتى ليتم حسابه بعد حدثين لذلك كان يخشى طوال حياته القيام بالأعمال الشريرة.
الحدث الأول :- الوقوف أمام 42 قاضيًا إلهيًا وعليه أن ينأى بنفسه عن الأفعال الشريرة وكان يساعده كتاب الموتى في استخدام بعض الكلمات الصحيحة مع القضاة كـ "لم أفعل خطأ ، لم أقتل الرجال ، لم أدنس أشياء الآلهة ، لم أدبح الماشية الإلهية ، لم أعذب حيوانًا ، لم أسلب ، لم أنهب الطعام …" يظل يدافع عن نفسه ويقسم أنه لم يفعل سوءًا أو مكروهًا ولم يرتكب إثمًا.
إذا صدقته الآلهة واقتنعوا انه شخصًا يستحق الدخول للعالم الآخر يتم إعداده لاستقبال أوزوريس.
أوزوريس هو رئيس محكمة الموتى حيث أعتقد المصريون أنه ملك ميت وعاد للحياة بأعجوبة بعدما قتله أخوه ست ثم فضل مرة آخرى العالم الآخر فيرمز للحياة الأبدية.
الحدث الثاني :- تم حفظ قلب المتوفى داخل الجسد أثناء التحنيط في بعض الفترات ليتمكن من السفر في العالم الآخر فيجلب أوزوريس قلب المتوفى ويضعها على ميزان مقابل ريشة الماعت (ماعت هي ألهة العدل والحقيقة) بحضور الإله جحوتي أو تحوت برأس أبو منجل يقوم بتسجيل النتائج ، فإذا كان القلب خفيفًا مثل هذه الريشة فأنه عادلاً لم يقم بالأعمال الشريرة ويتم الترحيب به في العالم الآخر وإن لم يكن كذلك فأنه لن يجتاز الاختبار وحينها سيُلقى بقلبه على مخلوق بهيئة فرس النهر ورأس تمساح ليلتهمه وإذا تم التهام القلب لم يعد للمتوفى وجود في العالم الآخر.
بناءًا على معتقدات المصري القديم فسر العديد من العلماء قيامهم ببناء الأهرامات الضخمة التي يعتبرونها مقابر لحفظ جسد الملوك وعندما نُهبت فعلوا الكثير من الممرات داخل أهرامات الدولة الوسطى وعندما تعرضت للسرقة مرة أخرى اتجه الملوك لوادي الملوك في الأقصر وقام الملوك بوضع الأطعمة المختلفة والأدوات التي سيتخدمونها بعد البعث مرة أخرى
