صدور العدد الجديد من جريدة صدى الأمة – ديسمبر 2025

تماثيل الأوشابتي في مصر القديمه

كتب-احمد صقر

هي تماثيل تشبة المومياوات كانت توضع في المقابر المصرية القديمة بملامح تشبه ملامح المتوفى صاحب المقبرة وكانت تصنع من الذهب او الحجر أو الفيانس أو الخشب أو البرونز وفي بعض الأحيان من الطين  حسب ثراء المتوفي ..

كلمة أوشابتي مشتقة من الفعل المصري القديم (وشب) بمعنى يُجيب أو مجيب ومن هنا اتت تسمية تماثيل أوشابتى بمعنى  المجاوبين  ..

وقد سجل عليها في مراحل من تاريخ مصر القديمة نصوص دينية كنوع من الخدمة الرمزية مرتبطة بمعتقدات قدماء المصريين الدينية  ..

ابتداء من الدولة الوسطى كانت هذه التماثيل تقوم بدور المزارع في العالم الاخر حيث توجد حقول تحتاج إلى حرث وحصاد مثل حقول الدنيا تماما ويعيش فيها الصالحون..

بدأ وضع المجيبين مع الموتى من الملوك  و الأمراء والقيادات الكبيرة ابتداء من الدولة القديمة  حوالي ٢٦٠٠ - ٢١٠٠ ق.م  وكانت في هيئة رؤوس بالحجم الطبيعي من الحجر الجيري الملون  وكانت تسمي بالرؤس البديلة  ..

وظلت توضع في قبور الموتى ولكن اتخذت شكل الجسم بالكامل ولكن في هيئة تماثيل صغيرة لذلك صورت هذه التماثيل أحيانا وعلى ظهرها مقطف من الخوص وفأس ..

كما تدل نصوص من كتاب الموتى المسجلة على التماثيل هذا الدور وقد بدؤوا في الدولة الوسطى بوضع تمثال واحد ثم وصلت إلى ٣٦٦ واحيانا ٤٠٠ تمثال  في عهد الدولة  الحديثة حوالي ١٤٧٠ - ١٠٧٠ ق.م لا تشمل فقط تمثالا واحداُ لصاحب المقبرة بل تماثيل تشبهه تكفي أيام السنة بكاملها وتحتوي أيضا على تماثيل الكتبة والرؤساء والمشرفين ..

اما في العصور المتأخرة فقد عثر على صناديق خشبية بها أعداد كبيرة وصلت إلى نحو ٧٠٠  أوشابتي  وأجمل النماذج التي عثر عليها مجموعات توت عنخ امون التي تشير إلى الاعتقاد بأن الاوشابتى كان يشمل الملوك وباقى الرعية كجزء من الاعتقاد في عدالة أوزوريس الذي يكلف الملك بالعمل في الحقول مثل رعيته  ..

كانت الأوشابتي توضع في صناديق للحفاظ عليها ، وتوضع في مقابر الملوك والقيادات الكبيرة (أوزير) لخدمتهم بعد ذلك في العالم الآخر ..

وبينما كان استخدام صناديق أوشابتي منتشرا في قبور طيبة (الأقصر اليوم) ، إلا أنها كانت توضع في قوارير للحفاظ عليها في جبانات اخرى شمال أو جنوب البلاد وكانت تلك  القوارير ملونة ومكتوب عليها أيضا تعاويذ دينية من كتاب الموتى تخدم المتوفي في العالم الاخر ..