الصداقه
سلسلة علمتنا الحياة
كتبت - غادة يسرى
تعتبر الصداقه الحقيقيه من أفضل العلاقات بين الناس فالصديق هو أخ لم تلده أمك هوكاتم الأسرار هو من يكون بجانبك وقت الشده بدون طلب منك هو فرد من أسرتك لا يقل أهميه عن أخوتك هو الذى يفهمك بدون شرح ويحس بك بدون كلام هو الحاضر الغائب فى كل وقت مهما بعدت المسافات او أنشغل كلا منكم بمسؤلياته هو نصفك ألأخر فأنتم روح واحده فى جسدين الصديق لصديقه إذا نظرا أحدهم إلى ألأخر شاهد نفسه كالمرأه و إذا علم عن صديقه أخطاء أو تقصير فئ أى شئ أخذ بيديه مره أخرى لكى يعود للصواب مجددا. وأعلم أن أرفع منازل الصداقه منزلتان الصبر علي الصديق حين يغلبه طبعه فيسئ إليك ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسيئ إليه الصديق هو الذى يحب لأخيه ما يحب لنفسه الصديق يبذل التضحيات لأسعاد صديقه فأذا وجدت صديقك الصدوق فلن تضيعه إبدا .كماعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم (الصديق الصدوق من نصحك فى عيبك وحفظك فى غيبك وأثرك على نفسه ).
يحكي ان كان هناك شاب ثري لديه الكثير من الأموال والمشروعات الضخمة، وكان والده يعمل بتجارة المجوهرات والياقوت والاحجار الكريمة، وكان هذا الشاب كريماً جداً ويحب الناس وخاصة اصدقائة ويؤثرهم علي نفسه وأقرب المقربين إليه، وكانوا هم أيضاً يحبونه بشده ويحترمونه بشكل لا مثيل له
دارت الأيام ومات الأب وأصاب العائلة الفقر الشديد، وانتهت جميع المشروعات والاعمال، وعاش الشاب اياماً صعبة من الفقر والاحتياج فأخذ يبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن اعز صديق له كان من أقرب اصدقائه إليه وكان يكرمه دائماً قد أصبح ثرياً بشكل لا يوصف وأصبح من اصحاب القصور الفخمة والاملاك .
اتجة الشاب إلي صديقه عسي أن يجد لديه عملاً او سبيلاً لإصلاح حاله، وعندما وصل إلي باب القصر استقبل الشاب الخدم والحشم، فأخبرهم أنه صديق صاحب الدار وأن بينهما مودة وصداقة لسنوات طويلة، ذهب الخدم وأخبروا الصديق عن وجود صديقة بانتظاره، فنظر الرجل من خلف الستار فرأي شخصاً رث الثياب تبدو عليه ملامح الفقر والاحتياج، فلم يرض بلقائة وأخبر الخدم أن يقولوا له أن صاحب الدار مشغول ولا يمكنه استقبال أحد الآن .
عندما وصل الكلام إلي الشاب أصاب الألم والحزن قلبه، وهو لا يصدق أن صديق عمره قد تغير ورفض مساعدته، كيف يمكن ان تموت المروءة في الانسان لهذه الدرجة، سار الرجل مبتعداً عن القصر وفي طريقة صادف ثلاثة رجال تبدو عليهم الحيرة، فسألهم إن كانوا بحاجة إلي شئ ما، فقالوا له انهم يبحثون عن رجل يدعي فلان بن فلان، كان الاسم الذي ذكروه هو اسم نفس الشاب، فأخبرهم الشاب أنه هو من يبحثون عنه وأن والده قد مات منذ زمن، فحزن الرجال لموت والده وأخبروه أن والده قد ترك لديهم امانة وأخرجوا من جيوبهم اكياساً مليئة بالاموال والمجوهرات والياقوت والمرجان .
وقف الشاب تملئة الدهشة غير مصدق ما يحدث، المهم أخذ الكيس وسار في طريقة وهو يفكر لمن سوف يبيع لكل هذه المجوهرات، مضي في طريقة وبعد مسافة قصيرة قابل امرأة عجوز يبدو عليها الثراء، استوقفته المرأة وسألته : يا بني هل تدلني علي مكان أشتري منه مجوهرات، صرخ الشاب سعيداً في حماس أنه لدي كل انواع المجوهرات التي تريدها، وهكذا باع لها الشاب كل ما يملك وحصل علي الكثير من الاموال .. وهكذا عادت الحال إلي يسر بعد عسر واستمر الشاب بالتجارة من هذه الاموال وتحسن حاله بشكل رائع، فتذكر حينها صديقة الذي رفض مساعدته ولم يؤدي حق الصداقة، فكتب لصديقه أنه أصبح ميسور الحال وأنه وقت الضيق لم يقف بجانبه ويعطى الصداقه حقها.فرد عليه وكتب له يقول أما عن حضورك بيتى فأردت أن ألا أراك فى هذا الموقف السئ فأرسلت أليك الثلاث رجال يعطيك الجواهر وأما السيده التى اشترت منك الجواهر بأغلي الأثمان فهى أمى أرسلتها لك ففرح جدا بصنيع صديقه معه وقت الأزمه وأنه أوفى صديق له. ودامت الصداقه بينهم بكل حب وود.
الصداقه ود وإيمان الصداقه حلم وكيان الصداقه تسكن الوجدان.
الصداقه لا توزن بميزان ولا تقدر بأثمان .
فسلاما على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
قال تعالى.(وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياه الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا).
وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب..
والسلام ..

