recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن رافع بن مالك؟ " الجزء الأول "

الصفحة الرئيسية

 

ماذا تعرف عن رافع بن مالك؟ " الجزء الأول "





إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ومازال الحديث موصولا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين صحبوه ونصروه ووقفوا بجواره فى نشر الدعوة الإسلامية وساروا معه على طريق الحق وكان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يحبهم ويفضلهم ويصلح بينهم ويمشى فى قضاء حوائجهم، فقد روي لنا عن ذلك سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه فقال " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بنى عمرو بن عوف ليصلح بينهم " رواه البخارى، وقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرفق على الضعيف فقال " ابغونى الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" رواه أبو داود، وعن النعمان بن بشسر رضي الله عنه قَال، قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه البخارى.

وإن للصداقة آداب، وللصديق على صديقه حقوق، وقد وضّح ذلك من سيرته صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرحم أمتى بأمتى أبو بكر، وأشدهم فى أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم ُأبيّ بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" رواه الترمذى والنسائى، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يزور أصحابة الكرام ويشهد جنائزهم، فقد روى ذلك سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه، فقال " كَان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتى ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم" رواه البيهقى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشعر بألام أصحابه الكرام وكان يواسيهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وكان ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في وقت الشدة والبلاء وهو التسلية والعزاء، فكان يشعر بآلامهم.

ويجعل لهم من محنهم منحا، ومن الحزن فرحا، ومن الألم أملا، فقال قرة بن إياس رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك أى أنه مات، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال " مالى لا أرى فلانا " قالوا له " يا رسول الله، بنيه الذي رأيته هلك، أى مات " فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزّاه عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم " يا فلان أيما كان أحب إليك، أن تمتع به عمرك، أو لا تأتى غدا إلى باب الجنه، إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك "؟ فقال الرجل يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذاك لك " فقالوا، يا رسول الله أَلهُ خاصة أم لكلنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بل لكلكم " رواه النسائى.

وسوف نتحدث فى هذا المقال عن صحابى جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو رافع بن مالك وهو صحابي من بني زريق من الخزرج، وقيل كان هو ومعاذ بن الحارث أول من أسلما من الأنصار، ولكن المؤكد أنه كان هو أحد الستة الذين التقوا بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة في السنة التي كانت قبل بيعة العقبة الأولى، ومعاذ بن الحارث المعروف بإسم معاذ بن عفراء وهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان هو أحد الستة الأوائل الذين أسلموا على يد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، ومهّدوا لدعوته في يثرب، بل وزعم الواقدي أن معاذا ورافع بن مالك الزرقي كانا أول من أسلم من الأنصار، ولما هاجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين معمر بن الحارث الجمحي.

وقد شهد معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وقد شارك في قتل أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي يوم بدر، ولقد عاش معاذ بن عفراء إلى أن توفي في خلافة الإمام علي بن أبي طالب، وقد ترك من الولد عبيد الله بن معاذ وكانت أمه هى حبيبة بنت قيس بن زيد الظفرية الأوسية، والحارث وعوف وسلمى ورملة وكانت أمهم هى أم الحارث بنت سبرة بن رفاعة النجارية، وإبراهيم وعائشة وكانت أمهما أم عبد الله بنت نمير بن عمرو الجهنية، وسارة وكانت أمها هى أم ثابت رملة بنت الحارث النجارية، وكان لمعاذ رواية للحديث النبوي الشريف وقد أوردها النسائي في سننه، وأما عن رافع بن مالك رضى الله عنه، فقد شهد بيعتي العقبة، وكان أحد النقباء الإثنا عشر عن بني زريق، وكما اختلفوا في شهوده غزوة بدر مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث ذكره موسى بن عقبة فيمن شهدها، ولم يذكره ابن إسحاق، وقد شهد رافع بن مالك غزوة أحد، وفيها قُتل.

وكان رافع يكنى أبا مالك، وكانت أمه هى ماوية بِنت العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وكان لرافع بن مالك من الولد رفاعة وخلاد وقد شهدا بدرا ومالك، وكانت أمهم هى أم مالك بنت أبيّ ابنِ سلول، وقد أسلمت أم مالك وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رافع بن مالك من الكملة، وكان الكامل فِي الجاهلية الذى يكتب ويحسن العوم والرمي، وكان رافع كذلك، وكانت الكتابة في القوم قليلا، وكان رافع من أهل العقَبة، وكان يقول لابنه ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة، وروى عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قال لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الستة من الأنصار من الخزرج بمكة وجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وذكرهم، وقال كان من زريق بن عامر، رافع بن مالك بن العجلان، فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم الإسلام ودعوهم إليه. 

ففشا فيهم، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوه على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفرض عليهم الحرب، ثم كانت العقبة الثانية وشهدها سبعون من الأنصار، وبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على حرب الأحمر والأسود، واشترط على القوم لربه، وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة، وكان فيهم رافع بن مالك نقيبا، وقد ذكر ابن إسحاق أن رافع بن مالك هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام معه بمكة، فلما نزلت سورة طه كتبها، ثم أقبل بها إلى المدينة فقرأها على بني زريق، وروى عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رافع بن مالك الزرقي، وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.


ماذا تعرف عن رافع بن مالك؟ " الجزء الأول "







google-playkhamsatmostaqltradent