البوسنة والهرسك تاريخ وحضارة
كتب -احمد جمعه مصطفي
إن سكان البوسنة كانوا نصارى قبل فتح الأتراك لبلادهم وكان لهم دولة وملوك وفى عهد السلطان مراد الأول بدأ الاسلام يدخل الى البوسنة حيث كانت بين السلطان مراد وملك البوسنة عهد يدفع بموجبه ملك البوسنة الخراج للسلطان مراد وفى تلك الفترة بدأ الاسلام ينتشر فى البوسنة الى أن تولى السلطان محمد خان المعروف بالفاتح فنقض ملك البوسنة العهد وامتنع عن ارسال الخراج فحاربه السلطان وانتصر عليه وأسره وقتله ودانت له جميع بلاد البوسنة وصارت دار اسلام وأسلم أغلب أهلها واعتنق كبار البوسنيين الاسلام ثم تمكن السلطان من فتح بلاد الهرسك بعد ذلك بسنوات قليلة
تضم جمهورية البوسنة والهرسك الكثير من الآثار والعمائر الاسلامية أغلبها يعود الى العصر العثمانى وتتنوع هذة الآثار ما بين مساجد ومدارس ومكاتب ومكتبات
مساجد البوسنة
جامع الأمبراطور
وهو أقدم مساجد البوينة والهرسك تم افتتاحه عام ١٤٥٧م فى جنوب نهر ميلياتسكا فى مدينة سراييفو بناه الحاكم عيسى بك اسحاقوفيتش الذى أسس مدينة سراييفو
جامع خسرو بك فى سراى بوسنه
يحكى الرحالة اوليا جلبى أنه كان فى البوسنة فى زمانه اواسط القرن الحادى عشر مائة وسبعون مسجدا منها جوامع يصلى فيها الجمعة وأكبر جوامعها جامع الغازى خسرو بك وهو ابن بنت السلطان بايزيد خان وكان واليا على بلاد البوسنة مدة طويلة وأبوه فرهاد بك بوسنوى الأصل واشتهر خسرو بك بكثرة حروبه وشيد جامعه من مال الغنيمة وجعل له ولسائر أبنيته اوقافا كثيرة
جامع قره كوز
جامع قره كوز محمد بيك الذى شيده عام ٩٦٥ هجرية ١٥٥٧م،وهو من أجمل جوامع الهرسك وهو من تصميم المعمارى الشهير سنان ومع الأسف هدم هذا الجامع فى الحرب الأخيرة
جامع نصوح أغا فى موستار
كما يوجد جامع نصوح أغا الذى شيده عام ٩٣٥هجرية ١٥١٨م وقبته من أكبر القباب فى مدينة موستار بعد قبة جامع قره كوز ومان جامع نصوح عامرا حتى دمره الصرب فى ابريل عام ١٩٩٢م وأجهز عليه الكروات خلال الحرب الأخيرة
مدارس البوسنة
اشتهرت بلاد البوسنة بكثرة عدد مدارسها ولعل اشهر هذة المدارس مدرسة الغازى خسرو بك فى سراى بوسنة والتى تعرف خطأ باسم سراييفو والمدرسة من الناحية المعمارية شيدت على نظام المدارس العثمانية التقليدية التى عادة ما تكون مستقلة ومغلقة ولها فناء محاط من جميع الجهات بحجرات للتلاميذ والأساتذة وهناك عبارة منقوشة على مدخل المدرسة ترحب بالزائرين وتذكر الهدف الذى شيدت من أجله المدرسة ونص العبارة (شيد هذا المبنى من أجل اولئك الذين يطلبون العلم )
الكتاتيب
انتشرت الكتاتيب فى البوسنة وبصفة خاصة فى سراى بوسنة ومدينة موستار التى كان بها ستة عشر كتابا شيدت فى العهد العثمانى أقم هذة الكتاتيب كتاب جامع كيوان كتخدا الذى يعود لعام ١٥٥٤م وربما وجدت كتاتيب أخرى قبل هذا التاريخ
وأشهر كتاتيب موستار كتاب قره كوز بك وكيوان بك ودرويش بك وبايزيد أغا زاده وكتاب الحاج بالى وكتاب الحاج أحمد بك
المكتبات
وبجانب المدارس والجوامع والكتاتيب انشئت المكتبات التى كان الجزء الأكبر من محتوياتها مكونا من المخطوطات العربية وكان كلما انتشر الاسلام فى البلاد انتشرت المكتبات وتزايدت وزاد عدد الكتب المحفوظة بها وتنقسم المكتبات فى البوسنة الى
المكتبات الخاصة
المكتبات الملحقة بالجوامع والزوايا
المكتبات الملحقة بالمدارس
والمكتبات الملحقة بالمدارس هى أهم هذة المكتبات لأنها كانت مكتبات عامة ينتفع منها الأهالى ويستعيرون منها الكتب لقراءتها او نسخها وتعتبر مكتبة الغازى خسرو بك فى سراييفو حاليا كبرى مكتبات البوسنة حيث بها الكثير من الكتب الموقوفة من جانب أهل الخير والصلاح حتى أضحت هذة المكتبة من أغنى مكتبات المخطوطات الشرقية فى اوربا



