recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ريشة فنان

ريشة فنان
 
بقلم- احمد شعبان 

كنت صغيرًا وأحببتُ الألوان والرسم على لوحة بيضاء..ولكن كنت أخطط وأرسم دون هدف ولم أشعر قط بمعنى الألوان ولا الأشكال التي يرسمها هؤلاء من رسامي اللوحات. 
 فالرسم هو فن مرئي يستلزم عمل علاقة بين ريشة فنان وواقع أو ربما خيال على سطح ما، وهو التعبير عن الأشياء بواسطة الخط أساسًا أو البقع أو بأية أداة متاحة، وهو شكل من أشكال الفنون المرئية (الفنون التشكيلية) وأحد الفنون السبعة.
والرسم له تاريخ منذ أقدم الحضارات حين رسم القدماء على جدران المعابد والكهوف والمسلات،  وكأنها غريزة متأصلة في الإنسان منذ خُلق على البسيطة. 

واستكمالا لما بدأت به، فقد ظل هذا الشغف يمتلكني منذ صغري وحتي وصولي إلى مرحلة المراهقة، ومن هنا شعرت بشئ من الملل أو عدم الاهتمام، ولكن بعد إلتحاقي بالجامعة أدركت جيدًا معنى الفن، وأهمية تناسق  الألوان وتناغمها لنتتج هذه اللوحة الرائعة، فكان هناك معرض سنوي للطلاب والموهوبين بالرسم على اللوحات، فأخذني الفضول لإلقاء نظرة على اللوحات،  وكنت أسرح من شدة تناسق الألوان مع بعضها،  وقد استوقفتني لوحة رسمها فنان بريشته تكاد تنقل صورة حية للحياة والطبيعة،  ويكفيك تناسق البحر مع الورود والسماء الزرقاء المليئة بالسحب الصافية،  وها هو سرب من اليمام أو العصافير يحلق بعيدًا.  

وبعد عودتي إلي المنزل، وجدت نفسي أعيش حالة غير مسبوقة، وبدأت، عبر الإنترنت، البحث عن لوحات عالمية رسمها فنانون محترفون،  منهم فان جوخ،  ليوناردو دا ڤنشي.. وحقيقة حين أتأمل تلك الرسومات أيا كانت نوعيتها سواء رسم بالقلم الرصاص أو بالألوان المائية أو الإكليريك..تجد نفسك أمام رسالة تحمل تفاصيل الزمان والمكان بل والشخصيات التي يقوم الفنان (الرسام) بتصميمها بريشته،  تجد عالما خياليا من واقع عاشه رسام بجسده وعقله وروحه ونقله بريشته على لوحة بيضاء.  

وكنت قد قرأت عن إحدى الرسومات التي حققت شهرة عالمية (الموناليزا)، في إحدي المجلات المهتمة بالفن، فقد انتابتني حالة من الذهول والدهشة، عن تلك التفاصيل والدقة المتناهية في رسم تلك اللوحة من سنوات طوال. 

ويعود سبب شهرتها تلك إلى عدة أسباب مختلفة من أهمها ابتسامتها التي وُصفت بِأنها غامضة ومبهمة؛ حيثُ حيرت العديد مِن الأشخاص مِثل سيجموند فرويد وأساتذة جامعة هارفارد وأعداد لا تحصى مِن المشاهدين، إلى جانب ذلك؛ إستخدامه لطريقة الرسم بمنظور من نقطة واحدة في الخلفية، وهنالك أمر يتعلق بجل التكوين الفني لهذه اللوحة، والطريقة التي استخدمها في رسم المنظور الجوي، حيث يساهم كل منهم في إيصال الصورة الشاملة لهذه اللوحة.
من أين أتى هذا الرسام الموهوب في تصميم هذه اللوحة وفي هذا الوقت بتلك الدقة والجمال الغير عادي، حيث الملامح والتناسق في الألوان ومقاسات الوجه وما بين العينين والأنف وطول وعرض الوجه، فسبحان من منح هؤلاء الموهبة الفذة لإمتاع أعيننا بفنهم الرائع  

فبتلك الريشة واللوحة البيضاء والألوان المتعددة والمتنوعة، هناك أنامل تعبر عن رسالة فنية، ولكنها رسالة غير مكتوبة، بل هي مرسومة يحسها ويتعايش معها كل من تأمل تفاصيلها وألوانها.

google-playkhamsatmostaqltradent