recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

قاتل ابنه بطناح بالدقهلية يكشف آخر حديث دار بينهما قبل الجريمة والنيابة تأمر باستمرار حبس الأب إلى 24 يناير

 قاتل ابنه بطناح بالدقهلية  يكشف آخر حديث دار بينهما قبل الجريمة والنيابة تأمر باستمرار حبس الأب إلى 24 يناير




كتب - محمد رمزى مونس


قرر قاضي المعارضات بمحكمة مركز المنصورة، في محافظة الدقهلية، اليوم الثلاثاء، استمرار حبس الأب المتهم بذبح ابنه الطفل «أدهم»، البالغ من العمر 13 سنة، في قرية « طناح»، دائرة المركز، إلى جلسة 24 يناير الجاري، بعد توجيه اتهام للأب بقتل ابنه بمشرط طبي، وإلقاء جثته في أرض زراعية، وعاد إلي بيته والادعاء باختفاء الطفل.

جلسات التحقيق مع المتهم بذبح نجله، كشفت عن تفاصيل الجريمة، لكنها زادتها غموضا، فدافع القتل كان هو نفسه دافع الرحمة، والمتهم والضحية كانا ضحيتان معًا، شاء القدر أن يضعهما في اختبار أقوى من قدرتهما على استيعابه. فلم يكن «محمود .م»، الموظف البالغ من العمر 30 سنه، ويقيم في قرية طناح التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، قادرا على إنقاذ نجله وابنته معا من ابنه المريض نفسيا الذي يهدد بقتلهما، فكان اختياره هو أن يضحي بنفسه وابنه حتى يحول دون وقوع جريمة أخرى، كان الابن يهدد بتنفيذها وقتل شقيقته.

في عين أبيه، كان «أدهم» 13 سنة، مشروع بطل، لكنه الأب تخلى عن مشروعه واختار أن يكون من النادمين، وفي التحقيقات قال: «كان نفسي يكبر.. وأفرح بزواجه.. ويحقق آمالي في أن أرى أحفادا يحملون اسمي بعد رحيلي، لكن أحلامي تحولت لكوابيس، ولم أعد أحتمل أن ينفذ نجلي تهديداته بقتل شقيقته وكل المحيطين به».

يقول الأب: ابني لم ينم قبل أن أذبحه بيومين، ولذلك أقنعته بالخروج معي من المنزل والتنزه معا، وأعطيته ليلتها قرص منوم حتى يستريح ويخلد للنوم.

في تفاصيل التحقيقات حول طريقة تنفيذ الجريمة، كشفت اعترافات الأب، إنه سأل ابنه في الطريق عن حقيقة تهديده الدائم بقتل شقيقته فأخبره الابن، إنه يريد قتلها بالفعل، ولن يرتاح حتى يقتلها. فأخذ الأب ينصحه ويحاول أن يصحح له ظنونه، وهو يؤكد له أن شقيقته تحبه. فهز الطفل رأسه، وقال لأبيه بعصبية: «محدش بيحبني، أنا هموتها وعاوز أموت أنا كمان».

وبحسب التحقيقات فإن مبرر الأب في ذلك هو أن الإبن لم يكن يطيق رؤية شقيقته أمامه، لأنه تعايره منذ صغره بمرضه وتقول له: «يا زومبى يا مجنون». 

تأكد الأب أن نجله لن يتراجع عن تنفيذ وعيده، فدخل مع نجله إلى إحدى صيدلية واشترى مشرطا وخبأه في ملابسه، فسأله نجله عن سببب شرائه المشرط، فقال له أبيه إنه يحتاجه في تقشير سلك «الدش».

وواصلا طريقهما وسط الزراعات، وكان ينظر الأب وقتها بين الحين والاخر لابنه وهو يغالب دموعه، وكانت لحظات صعبة وهو يقول عن مشاعره في تلك اللحظات: «كنت أرى في عينيه تصميما على تنفيذ وعيده وتهديده بقتل شقيقته».

يقول الأب عن تلك اللحظات: «حسيت ساعتها أنه مش هيعرف يعيش طبيعي، ونهايته يا إما هيرتكب جريمة أو هيأذى نفسه وهيموت، فقلت أريحه من العذاب»، موضحًا أنه أنفق الآلاف على علاج نجله لدى أطباء نفسيين دون جدوى: «كان بياخد أدوية كتير للمخ، وكده كده هيموت»

في منطقة مهجورة، بعيدا عن المنزل، أوقف الأب نجله واحتضنه، وحسبما أقر في التحقيقات «بصيت في عينيه وبكيت كأني بودعه، أنا مش بكرهه، أنا خايف عليه». ويستطرد «احتضنه بقوه، قبل أن أذبحه بالمشرط، وألقيت جثته على جانب الطريق».

وأخيرًا، انتهت الواقعة كجريمة لتتحول إلى مأساة، كشفها قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، فألقى القبض على الأب الذي أقر أن نجله يعالج نفسياً فضلاً عن تكراره التهديد باعتزامه قتل شقيقته دون سبب، فقرر التخلص منه بقتله خشية أن يقتل شقيقته.




google-playkhamsatmostaqltradent