"كُن لذاتك الجميع "
بقلم سناء سعد
ماذا حلَّ بعينيك؟! أأصابها إعصارٌ من الودق، وهلَّ عليها طفحٌ من اليأس، وجرَّدها الخذلان الطفيف، أمزقَكَ جَهْلَهُم لذلكَ اللَمعَان الوميض، أم أرهَقَكَ سؤالَهُم المُستمر ..
-كيف الحال؟!
أم شَتَتَكَ عدم سَيطرتُك على عَاطِفَتَك تِجَاهَهُم، وأَظفَرَ الفرقُ بين العاطفةِ والعقل، أأوقفكَ تفكيرٌ عميقٌ عن الكَفِّ بهذا العَبْث، بأنَّ لا أحد على درايةٍ كافيةٍ بماذا عَانَيتَ، ولا بماذا تُعاني، ولا كيف مَزَّعَ خَوفُكَ أمَانَك، وجَعلَك مُجَردٌ تمامًا من تلك الأنامل المُهَندمَة لذاكَ المَأمن، ولا كيف تريَّث القَريبُ منك والغَريبُ في تدمير مركز السَكينة بداخلك، أفرغوكَ تمامًا من جميع حواس الإدراك المُرهف لديك، جعلوا بداخلك هاوية فارغة لا تستطيع الخروج منها بتاتًا، وكل آتٍ يتمركز وعَيْه على تكملة ذلك الفراغ، وكأنك تبحث عن شخص واحد يشاهد تلك الكدمات الغير مرئية لكي يضمدها، يكون على علمٍ بما حدث لك بدون تحدث، ويطفئ جَمرَ حديثك الذي تقوله وأنت على مظنة بأنك تتحدث مع الشخص الذي يتغاضى عن تلك الغلظة في أحرفك، يعانق المأساة الوامضة هذه بمزيد من ملئها بثمار آمنة من الهلاك، أعلم أنك ما زلت تبحث مثلي .
ولكن لا تبحث عن شيء في الآخرين، سوف تجده في نفسك، أنت من تستطيع ترميم تلك الآثار الهالكة التي لا زالت تَحدُث، لا تتكئ على أحدٍ، وأنت جَميعُك فيكَ، كل ما تبغي وأكثر، تلك الروح التي وقفت بجانب الجميع لا يمكنها الوقوف بجانب ذاتها،
-ألم تستطع؟!
فإذا لم تكن تستطيع، فأنت على خطأ فادح بحق نفسك.
فانهض، وكُف عن مناداتهِم وأنتَ فيكَ تستطيع القيام بدورهم، فما فعلته طوال مُضيٌ من العمر، تستطيع إكماله بنفسك .
"فكُن لذاتك الجميع .."