recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

المليجي فنان الغلابه ونجم الشر الاول

الصفحة الرئيسية

 المليجي فنان الغلابه ونجم الشر الاول

كتبت - عزه حسن علي

 تميز بأدوار الشر فى أغلب أعماله، يعد المليجى من أشهر أبناء جيله والذى تميز بالقدرة على لفت انتباه المخرجين والنقاد منذ وقت ظهوره، عـاش ليقدم لنا دروساً فى الحياة من خلال فنه العظيم، كانت معظم أدواره، حتى أدوار الشر، تهدف إلى مزيد من الحب والخير والإخلاص للناس والـوطن، كـان مدرسـة فنـية فى حـد ذاته.

ولد المليجى فى عام 1910 بحى المغربلين بالقاهرة، تميز بأدوار الشر التى أجادها بشكل بارع تميز فى أدوار رئيس العصابة الخفى، كما لعب أدوار الطبيب النفسى، ومثل أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء.

عاش فى حى المغربلين، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها.. ونـشأ فى بيـئة شعبـية حتى بعـد أن انـتقل مـع عائلـته إلى حـى الحلـمية، وبعـد أن حصل على الشـهادة الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوى، وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث إن الخـديوية مدرسـة كـانت تشـجع التمـثيل، فمـدير المدرسة "لبيب الكروانى" كان يشجع الهوايات وفى مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجى بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدى كبار الفنانين، أمثال: أحمـد عـلام، جـورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق

انضم محمود المليجى فى بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضى، وكان مغمورًا فى ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدى، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدى الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها راتب قدره 4 جنيهات

ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدى بموهبته المتميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائى اسمه "الزواج على الطريقة الحديثة بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة فى مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها فى وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.

فى عام 1936، وقف المليجى أمام "أم كلثوم" فى فيلمها الأول "وداد" إلا أن دوره فى فيلم (قيس وليلى) هو بداية أدوار الشر له، والتى استمرت فى السينما قـرابة الثـلاثين عاماً، حـيث قـدم مـع "فـريـد شـوقـى" ثنائياً فنياً ناجحاً، كانت حصيلته 700 فيلم وكانت نقطة التحول فى حياة.

وأطلق عليه لقب "أنتونى كوين الشرق".. بعد أن شاهدوه النقاد يؤدى نفس الدور الذى أداه أنتونى كوين فى النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بنفس الإتقان بل وأفضل وأيضا أداؤه فى فيلم الأرض الذى أدّى فيه أعظم أدواره على الإطلاق، فلا يمكن لأحد منا أن ينسى ذلك المشهد الختامى العظيم، ونحن نشاهد المليجى أو "محمد أبوسويلم" وهو مكبـَّل بالحـبال والخـيل تجـرُّه على الأرض محـاولاً هـو التـشـبث بجذورها، لذلك لقبوه بـ"أنتونى كوين الشرق".

دخل مجال الإنتاج الـسـينمائى مساهـمة منه فى رفـع مـستوى الانتـاج الفني، ومحـاربة مـوجة الافـلام الـساذجة، فـقدم مجموعة من الأفلام، منها على سبيل المثال: الملاك الأبيض، الأم القاتلة، سوق الـسلاح، المقامر وبذلك قدم الكثير من الوجوه الجديدة للسينما، فهو أول من قدم فريد شـوقي، تحية كاريوكا، محسن سرحان، حسن يوسف، وغيرهم. لقد مثل محمود المليجى مختلف الأدوار، وتقمص أكثر من شخصية: الـلص، المجرم، القوي، العاشق، رجل المباحـث، البوليس، الباشـا، الكهـل، الفـلاح، الطبيب، المحامى.. كما أدى أيضاً أدواراً كوميدية.

كـان عضواً بـارزاً فى الـرابطة القـومية للتمثـيل، ثـم عضواً بالفرقة القومية للتمثيل، لقد كان محمود المليجى فناناً صادقاً مع نفسه.

تزوج من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" سنة 1939 على مدى أربعة وأربعـين عامـاً حتى وفــاته، كـان إنساناً مع زملائه الفنانين، وأباً روحياً لهم، ورمزاً للعـطاء والبـذل والصمود أمام كـل تيـارات الفن الرخيص.

رحل فى عمر الـ73 وكان ذلك فى السادس من شهر يونيو عام 1983 إثر أزمة قلبية حادة بعد رحـلة عطاء مـع الفن اسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.

 وكما يموت المحارب فى ميدان المعركة، مات محمود المليجى فى مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره فى الفيـلم التليفزيونى "أيـــوب" فجـأة، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه "عمر الشريف"، سقط المليجى وسط دهشة الجميع.

google-playkhamsatmostaqltradent