recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

من أخلاق الحبيب

الصفحة الرئيسية

 بقلم الداعيه_ داليا كامل

( خلق الأمانة )

و ما زلنا في رحاب سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم . نتحدث عن بعض صفاته الكريمة و أخلاقه العظيمة . 

حديثنا اليوم عن واحدة من روائع صفات النبي صلى الله عليه وسلم ألا و هي صفة الأمانة ... 

إن الأمانة خلق رفيع و هي التعفف عما يصرف الإنسان فيه من مال و غيره و ما يوثق به عليه من الأعراض و الحرم، ورد ما يستودع إلى مودعه ، أو هي كل ما يجب على الإنسان حفظه وأداؤه من حقوق الآخرين .

رب العالمين سبحانه و تعالى لا يمكن أن يصطفي خائن لمهمة الرسالة العظيمة  و كيف لا و هو من قال في كتابه الكريم ( إن الله لا يحب الخائنين ) صدق الله العظيم .

 


صفة الأمانة مثل صفة الصدق، صفة أصيلة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، عُرف بها من قبل بعثته بين قومه ، فهو الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم هو الذي ائتمنه ربه سبحانه وتعالى على رسالته و عرف بهذه الصفة العظيمة بين قومه حتى أنهم كانوا إذا ذهب أو جاء يقولون جاء الأمين و ذهب الأمين و يدل على ذلك قصة الحجر الأسود عند بناء الكعبة المشرفة بعدما تنازعهم في استحقاق شرف رفعه ووضعه في محله حتى كادوا يقتتلون لولا اتفاقهم على تحكيم أول من يدخل المسجد الحرام فكان الداخل هو محمد صلى الله عليه و سلم فلما رأوه قالوا:"هذا الأمين رضينا هذا محمد" فلما أخبروه الخبر قال صلى الله عليه و سلم:"هلمّ إليَّ ثوباً" فأتى به فأخذ الركن فوضعه بيده الطاهرة ثم قال:"لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده الشريفة ثم بني عليه قال ابن هشام :"وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الوحي : الأمين"



كانت ثقة أهل قريش بالنبي صلى الله عليه و سلم كبيرة فكانوا ينقلون إلى بيته أموالهم و نفائسهم وديعة عنده ،و لم يزل ذلك دأبهم حتى بعد معاداته بسبب دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى و ترك عبادة الأوثان كما دل على ذلك تركه صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكة بعد هجرته صلى الله عليه و سلم ليرد ودائع الناس التي كانت عنده صلى الله عليه و سلم فأقام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه بمكة ثلاث ليال و أيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه و سلم .

 


ومن المواقف الدالة على أمانته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أيضًا عندما أمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على تجارتها، يقول ابن الأثير في ذلك: "فلمَّا بلغها -أي: خديجة- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صِدْقَ الحديث، وعظيم الأمَانَة، وكرم الأخلاق، أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشَّام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره مع غلامها ميسرة، فأجابها، وخرج معه ميسرة، ولـمَّا عاد إلى مكَّة، وقصَّ عليها ميسرة أخبار محمَّد صلى الله عليه وسلم قررت الزَّواج به" (الكامل لابن الأثير ) . 


رب العالمين سبحانه وتعالى يحث المؤمنين من عباده ويقول : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) [النِّساء: 58] ، 



و قد صف الله تعالى المؤمنين الصالحين الذين كتب الله سبحانه لهم الفلاح والرشاد في الدنيا والآخرة بأنهم يرعون أماناتهم ويؤدونها حق الأداء (( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )) صدق الله العظيم . 

و حثنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على الأمانة فقال  (أدِّالأمانة إلى مَن ائتمنك و لا تخُن مَن خانك).

وقال: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث، و


حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم) و قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).


فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والاعتناء به, وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة و من ضمنها الأمانة  هذا الخلق الذي يربط العبد بالإيمان بعلاقة تلازمية، فعندما يقوى الإيمان ويرتفع منسوبه في قلب العبد يؤدي ذلك إلى حفظ الأمانة وأداء الحقوق، وبالمقابل فإنه إذا ضعف ضيعت الأمانة والحقوق 



google-playkhamsatmostaqltradent