recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

"التوك توك" مصدر للرزق أم مصدر للذعر وإنقراض الحرف

"التوك توك" مصدر للرزق أم مصدر للذعر وإنقراض الحرف
بقلم - محمد صلاح درويش

من الممكن أن يكون أسوأ ما تشاهده في مرورك اليومي في الطرقات هو رؤية التوك توك، لأن مشكلات عدة، ترقى لمرتبة جرائم في بعض الأوقات، يسببها هذا التوك توك، فلا يكون وسيلة نقل آمنة، ولا يكون مشروع يحمل مستقبلاً للشباب أو لبلادهم، فضلاً عن مساوئ السير عكس الإتجاه، والتحرش، والحوادث المتكررة، والتسبب في الإزدحام، وتقريباً كل مدن مصر باتت تعاني من وجود هذه الظاهرة الغير مرغوب فيها، وعلى كل ما سبق من منغصات يومية، يعانيها المواطن، ومع كل جريمة وحادثة، تبرز سلبية أخرى، أشد سلبية، وأكثر تأثيراً على المستوى البعيد، وكارثية للدرجة التي تجعل مواجهة التوك توك فرض عين، وليست مقصورة على أسباب مثل التزاحم والجرائم والحوادث، وإن كان لتلك الأسباب وجاهة إنسانية ومجتمعية ما، غير أن هناك الأصعب، في وجود هذا الإختراع القبيح، هو أن عجلة الإنتاج والتصنيع في مصر، وقطاع الحرف، باتوا مهددين تماماً، ويعانون نقص العمالة، لإنصراف الشباب عن الحرف الشاقة، والتوجه لهذا الإختراع، على كل مستويات الحرف، وبمختلف أنواعها، تلحظ عجزاً ما، متمثل في وجود الصنايعي، وعدم وجود صبيان صغار، في طريقم لتعلم الحرفة ذاتها، ذلك أن من يعيشون المرحلة السنية للصبي الحرفي، أصبح ما شاء الله "سائق توك توك قد الدنيا، وهناك ناقوس خطر، يحمل صوته من الجدية والجدارة ما يجعل فتح النقاش على المستوى الرسمي أمر حتمي بشأن تخليص البلاد من هذه الظاهرة المقيتة، وإعادة الشباب للورش والحرف، ودفع عجلة التصنيع، والإنتاج بطاقة بشرية، حتى لا نجد أنفسنا بين ليلة وضحاها، بلا حرف، بلا تصنيع، بلا إنتاج، بعدما باتت هذه الحرف غير مرغوب فيها، لما تحمله من مشقة، ومقابل مادي قليل، مقارنة بمكاسب المركبة البغيضة "التوك توك".


google-playkhamsatmostaqltradent