recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

قراءة في قصيدة " يا ملهمتي " للشاعر الدكتور أحمد مصطفى




بقلم الناقد الدكتور- طارق عتريس أبوحطب

يقولون: إن أعذب الشعر أكذبه، و أن شاعرا لا يبالغ أو يدعي ليس بشاعر؛ لكن شاعرنا الدكتور أحمد مصطفى يخرج عن حد المألوف المتوقع في قصيدته " يا ملهمتي "  

فقد تحررت عواطفه من قيودها لتنساب وجدا رقيقا بهي الدلالات، فهو يفجر بكلماته كوامن الإبداع في نفسه الشاعرة ليطلق نداءاته الشذية لهذه الملهمة

و سواء كانت الملهمة رمزا مجسدا، أو وجودا ملموسا فإننا نحمد لها أن أحالت حروف شاعرنا الأديب الدكتور أحمد مصطفى قلبا نابضا يمتطي صهوة الحنين ذائبا في أتون الشوق العارم دون مبالغة أو تزييف

فنراه يبوح بشوقه من بداية مطلعه مستجديا هذه الروح المجافية، و مكررا أداة النداء متكئا عليها لاستلهام روح المعشوقة،  أو راجيا جوابا شافيا لعلها تأتي أو تجيب أو يرق فؤادها : 

ياملهمتي

يانبضات الشوق بقلبي

ياسريان الدم الدافق 

في أوردتي

معلنا في صراحة عاشق أن الملهمة نبض ، و وجدان، و إن شئت فقل: هي روح تهب المحب الحياة 

أنت حروف الوجد 

بقلمي

أنت بحورالشعر بنظمي

إن أتكلم..

يقفز اسمك بين حروفي..

في كلماتي..

حين تضيق لغات العالم

عن نبضات الشوق بصدري .

شاعرنا صب ملتاع يخفي لواعجه، و الشوق يفضحه، فإذا كان الأقدمون يؤكدون أن " الصب تفضحه عيونه " فإننا و الحالة هذه بصدد محب تفضحه حروفه رغم حرصه على إخفاء مكنونه، و كتمانه؛ فهو لا يتمالك فيوض أشواقه فيريح عذاباته بالبوح للملهمة أنها تمثل بحروفها مفردات لغاته، و أنها من كلمات حبها تتألف معاجمه الشاعرة التي أنطقت بالأشواق روحه الثائرة

أنت لغاتي. 

تشرق شمس العمر بروحي..

إن أشرقت...

أسمع لحنا حيث همست

تغدو الدنيا زهر بنفسج

ماإن تأتي

وجهك طيف من إشراق

إن أمسيت

أوأصبحت....

ما أجمل الحرف يفوح بالعبير،  فحين تشرق المحبوبة تستحيل ظلمات الروح ضياء يبسط إشراقاته في غياهب  النفس  المثقلة بالحنين التي أضناها  الهوى،  و أشقاها الجوى،  و عذبها النوى فراحت تردد في فضاء الهيام  قصيدها،  عل قلب الملهمة يلين ليخفف وطأة لهيب التذكار  المستعر. 

وبعد... فإننا أمام تجربة إبداعية صادقة للشاعر الدكتور أحمد مصطفى  تستحق أن نقف أمامها لنتساءل معجبين:  كيف تكون هذه الملهمة التي أذابت حشاشات شاعرنا عشقا،  و ذهبت به كل مذهب ليبوح بكل هذا الهيام  ؟ 

قراءة في قصيدة " يا ملهمتي " للشاعر الدكتور  أحمد مصطفى
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent