recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

شاب بسيط ينقذ طفلا ويمنح أمه مبلغا ماليا ويرحل دون أن يعرفه أحد

 شاب بسيط ينقذ طفلا ويمنح أمه مبلغا ماليا ويرحل دون أن يعرفه أحد




كتب - محمد رمزى مونس

عندما كان يجلس الدكتور أحمد شرابي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، داخل مركزه الخاص بمدينة كفر الشيخ، حيث لاحظ في كاميرات المراقبة، شابا يحمل على ذراعيه طفلا لم يتخط عامه الثاني، وهو يهرول مسرعا متسائلا عن الطبيب.

وفور مشاهدة الطبيب هذا المشهد في الكاميرا، لم يتنظر حتى يحضر إليه الرجل وطفله المريض، فخرج مسرعا، محاولا إنقاذ الطفل الذي كان يعاني من «تشنجات»، لكن كانت هناك مفاجأة في انتظاره، فالشاب الذي يحمل الطفل لم يكن والده، بل إنه لا 
يعرف مجرد اسمه.



للحظات شك الطبيب في أمر الشاب، إذ كيف يحمل طفلاً في هذه الحالة وهو لا يعرف اسمه ولا تاريخه المرضي؟ لكن حيرة الطبيب لم تدم لاكثر من ثوانٍ، إذ سرعان ما دخلت فتاة في العقد الثاني من عمرها، في حالة انهيار تام، متكئة على أحد الرجال رغم صغر سنها، لتؤكد أن الطفل طفلها، وأنها عادت للتو بعد إجراء الكشف عليه، وحينما استقلت وسيلة المواصلات «السرفيس»، وفي طريقها لمنزلها بإحدى القرى، فوجئت بحدوث «تشنجات» لطفلها، ليحاول هذا الشاب إنقاذه مسرعا، بعد أن قال لها «هروح مركز الدكتور أحمد شرابي، هحاول أنقذ الطفل وأنتي تعالي ورايا».



يقول الدكتور أحمد شرابي، استشاري الأطفال وحديثي الولادة  «كنت قاعد وشوفت شاب بيجري داخل صالة الانتظار، وبيطلب من الممرضة تدخله بسرعة للدكتور، فشفته في كاميرات المراقبة وخرجت بسرعة، لقيت شاب حامل طفل وشكله خايف جدا، وطلعت بسرعة لقيته بيقولي الطفل حصله تشنجات، حاولت أهديه وأطمنه، وكشفت على الطفل، وكتبت ليه علاج، ولما سألته على اسم الطفل لقيته مش عارف، فاستغربت وبعد دقايق لقيت سيدة بتجري وظاهر عليها علامات الانهيار، حاولت اطمنها، وقولتلها ابنك مفيهوش حاجة».



مفاجآت الليلة لم تقف عند هذا الحد، فرغم شهامة الشاب المنقذ، إلا أن ما فعله مجددا أثار دهشة الطبيب، يقول «رغم إن هيئة الشباب كانت تشير إلى أنه غلبان، لكن عندما علم أن السيدة لم يتبق معها أموالا، أخرج الشاب شيئا من جيبه، ووضعه في كيس بلاستيكي، ومنحه للام، قائلا: (إنتي نسيتي الكيس ده معايا)، ليترك المكان مسرعا دون انتظار، قبل أن تفتح أم الطفل الكيس البلاستيكي لتجد فيه مبلغا من المال، فتهرول هي الأخرى مسرعة في محاولة للحاق بالشاب، لكنها لم تجده».
يضيف الطبيب، «كشفت على الطفل وطمنت الأم ورفضت أخد تمن الفيزيتا، وعرفت منها إنها عندها 4 أطفال، 3 بنات والطفل ده وحيد، وبيعاني من تشنجات وكهرباء زيادة، وأن لديها في عائلة زوجها شخص يعاني من المرض نفسه، والست غلبانة وبتشتغل علشان تصرف على أولادها، وعجبني موقف الشاب، اللي مستناش لحد ما الست تلحقه، فساب الفلوس في الكيس ومشي، وإحنا عملنا اللازم، فحكيت القصة ليكون قدوة ونموذج لكل الناس، لأنه برغم إنه يبدو على هيئته غلبان لكن أنقذ الطفل والسيدة».
وكان الطبيب أحمد شرابي، دًون عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشورا عن قصة الشاب، وتفاعل معه الآلاف من رواد الموقع».

وقال الطبيب في منشوره، «عايز أقول للشاب الجميل اللي جاب الولد: يا رب تكون شايف البوست ده، وإنت والله شرفتني النهاردة، ودخلتك دي عليا النهارده بالولد ده هتفضل محفورة في ذهني، وهحكي لابني اللي إنت عملته وهفرجه على صورتك وإنت بتجري بولد إنت متعرفوش علشان تلحقه وهعلمه أنه يقلدك، ربنا يباركلك، أنا والله أتشرفت بيك».




google-playkhamsatmostaqltradent