التعليم والمواطنة
بقلم-محمود أبو الوفا
المواطنة فى اللغة: تعرف على أنها الموطن، أى كل مكان أقام به الإنسان ، والوطن: مكان إقامة الإنسان ومقره ولد به أم لم يولد، ويقال (أوطن) البلد: أى اتخذه وطنا، ومصطلح المواطنة حديث جدًا لدى العرب، والوطن عند أهل اللغة هو: (المنزل الذى يقيم به الإنسان)، والفعل وطن: يعنى أقام بالمكان، وأوطن بالمكان: اتخذه وطنًا ومحلًا، أما مفهوم المواطنة فى الاصطلاح فقد تعددت الرؤى حول تحديده، ومن أهم هذه الرؤى ما يلى:
* الحق الفردى لكل أبناء الوطن فى تقرير مصير الوطن، والتمتع بكل خيراته.
* المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الصبغات الدينية أو المذهبية أو القبلية أو العرقية أو الجنسية، فكل مواطن له كامل الحقوق وعليه كافة الواجبات.
* علاقة بين الفرد والدولة يحددها الدستور بما ينص عليه من حقوق وواجبات للمواطن لوطنه وخدمته له فى أوقات السلم والحرب.
* مجموعة من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحريات المدنية والتى يكتسبها الفرد قانونيًا وفعليًا من خلال عضويته فى مجتمع معين وعلى قاعدة المساواة مع غيره من الأفراد.
وفى النهاية اصطلح على أن المفهوم الاصطلاحى للمواطنة يقصد به الانتماء العضوى الذى ينشأ من علاقة الفرد بالدولة فى ضوء القانون الذى تحدده فيما يخص حقوق الفرد وواجباته.
وقد شهد مفهوم المواطنة تغيرات فى عديدة فى مضمونه واستخداماته ودلالاته فلم يعد فقط يصف العلاقة بين الفرد والدولة فى شقها السياسى القانونى كما كان سابقًا، بل أصبح كمفهوم مجتمعى له أبعاده المتعددة، تربوية وسياسية وثقافية واقتصادية وفلسفية، واقترن مفهوم المواطنة بإقرار المساواة للبعض أو للكثرة من المواطنين، ويختلف معنى المواطنة بحسب الهوية الثقافية والسياسية والطبقة الاجتماعية، وبذلك فإن المواطنة توحى بمجموعة من المعانى والقيم والافتراضات حول الأمة والمجتمع السياسى.
وتعد المواطنة من القضايا القديمة التى ما تلبث أن تفرض نفسها عند معالجة أى بعد من أبعاد التنمية بالمفهوم الإنسانى الشامل بصفة خاصة ومشاريع الإصلاح والتطوير بصفة عامة، وأن تربية المواطنة عملية قديمة حديثة فى وقت واحد حيث مارستها الشعوب والحكومات مع أبنائها لخلق روح الانتماء للأرض والشعب الذى يعيش فى كنفه ويربى على أرضه وتعد التربية وسيلة المجتمع لإعداد مواطنيه إعدادًا يضمن انتمائهم له والمحافظة على هويته وتطويره فى ظل التغيرات المتسارعة التى يمر بها ويكسبهم هذا الإعداد، القيم والممارسات اللازمة للتعامل مع الآخرين والتعاون معهم والاتصال بهم والمشاركة الفعالة فى اتخاذ القرارات وحل المشكلات، حيث يؤكد المربون أن مواطنة التلاميذ تتأثر بجميع عناصر المنظومة التعليمية من المعلم الناجح، وكذلك الإدارة التعليمية، والأساليب والإجراءات والوسائل المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
والمواطنة جزء من ثقافة اجتماعية وسياسية جديدة، ونظام سياسى يقوم على الدستور، ودولة تقوم على السيادة الوطنية، وجزء من حقوق وواجبات يلتزم بها الفرد بموجب عقد اجتماعى يصبح من خلاله الفرد مواطنًا فى الدولة؛ حيث يدرك الإنسان جيدًا أنه فى حالة كونه بلا وطن يكون هو والعدم سواء.
