عروبَتُنا يا عرَب
محمد فتحي
ومَنْ مِنّا لا يَهابُ حَرباً
ومَنْ مِنّا لا لاجِئٌ للسلامِ
اتخذنا من الحق دَرباً
وسِرتُ بِخُطَايا وراءَ أحلامي
عدوّنا يُخطط للحربِ غرباً
ويلفظُ بفمِهِ أحرُف السلامِ
وقف السلامُ منهم عجباً
وتبرّأ منهم ومن الكلامِ
أذنَبتُونا وتطاولتم ضرباً
وأفعالُكُم تعجّبت لها الأقلامِ
كفاكُم ظُهوراً لنا حُبّاً
خرجت الأقاويلَ بلا خِتامِ
حُكّامنا لكم تبّاً وألف تَبّ
كَثُر الحديثُ والسّبّ
هَوَينا من أي رِيحٍ هبّ
وأُهِينَ من له ربّ
وطارت أحلامَ كلِ شَبّ
فأبلهٌ من لِحَاكِمه أحبّ
والفقرُ علينا قد صَبّ
حُكّامنا تباً وألف تَبّ
أين البذورَ والحبّ؟
أين الفاكهةَ والأبّ؟
بذّرتُم فشَرَّدتم كلَّ أُمٍ وأبّ
ورُفِعت الأيادي على العَربْ
وفروسيتُنا أصَابها جَرَبْ
والكُلُّ فينا أجمَعَ وضَربْ
فنَزَفت بغدادَ وأرضِ حَلَبْ
والقدسُ ذُلّت ومِنّا تُغتَصَب
واليمنُ بِيعَت والشَارِي نَصَبْ
وأمُ الدُنيا دُهِسَت بغَضَبْ
وبطفلٍ صَارِخٌ "أغِيثُونا يا عَرب"
وقادَاتُنا كلاشيء مُستَلَب
وهمُّنا الأذقانِ وأطولُ شَنَبْ
فقُسِّمنا كأشلاءٍ من خَشبْ
صَمَتنا فأجلَسونا على لَهَبْ
وفتِنتُنا أُجّت كنارِ بحَطَبْ
وبداخِلِنا الحرب قد نَشَبْ
نُخدَع ونُهزَم ونَسمَعُ طَرَب!
وحَاكِمنا لكأسِ الخمرِ عَبدَ وشَرَب
وبِداخل القصرِ لَهىٰ ولَعَب
ورَكع للغربِ كعَبدٍ بلا سَبب
خذوه ولو بحِملٍ من قَصَب
أغرقَ وطنَهُ فترَكهُ وهَرب
وسِيقَ كالغنمِ وبالعصا ضُرِب
وبِلا حَربٍ مهزومٍ غُلِب
أجمَعَ كِلابَهُ ودُستُورَنا كُتِب
ووطني على يَدِه خُرِب
وقُوْتَنا من أيدِينا سُلِب
والخيرُ فَنىٰ كماءٍ شُرِب
فظنّ أننا صدّقنا كَذِب
وبَغضَنا عليه قد كَسِب
وتَطاول علينا فسلبَ ونَهَب
وكُسِيَ بفضةٍ وأساورةَ من ذَهب
فعجَباً لا بعدَه عَجَب
كفاكم نوماً وأفيقوا يا عرب
وكفاكم إثماً يا حُكّام العرب
