محمود حافظ يكتب: كل الطرق تؤدي لـ"في المشمش"
“عالم كبير ..بكواكبه و نجومه و مجراته بأرضه و سمائه ..لكنه ضيق..أصبح لا يسيع طموحاتى.. كثُرت الهموم و ضاقت بى السُبل..و كل امنياتى و ما حلمت به منذ أن كنت صغيراً و حتى ترعرعت ، إما ضاع.. أو ذهب هباءاً ..أو تمت إحالته إلى هناك .. إلى ذلك العالم الخيالى.. العالم المثالى و الذي كان يطلقون عليه مجازاً ..”فى المشمش” “
هكذا كانوا يسمونه .. او هكذا كانوا يسخرون من أحلامى .. فكلما طلبت منهم شيئاً ما .. أو حلمت حُلماً ما يرجئونه إلى ذلك العالم و يقولون لى أنه هناك .. “فى المشمش”.. و للحق فأصبحت منذ ذلك الحين و أنا أتنفس عشق ذلك العالم الذى صوروه لى .. أصبح بالنسبه لى غايه ..انه عالم متكامل أو أشبه ما يكون بالمدينه الفاضله ، به كل ما تصبو إليه الروح و تميل له النفس ،اصبحت مواطناً “مشمشاوى” الهوى و الهويه أهيم فيه أوقره و أُجله حتى أسمه أصبح كأنشودة أتغنى بها ليل نهار ، اصبح لى وطناً أنتمى له اغرق فى حبه حتى الثَماله احمل بين ضلوعى و ثنايا قلبى شرف حمل جنسيته .
نعم فأنا كالطير ولدت حراً طليقاً أريد أن أفرد أجنحتى و أُحلق فى الفضا مرتفعاً وقتما أشاء ، لا أريد أن أشعر بأعباء عالم أغبر تُثقل كاهلى و لا بقيود تُكبلنى و لا بأسوار مرتفعه تحيط بى، و لا أريد أيضاً ذلك القفص الذهبى المزخرف حتى لو كانت حبيبتى تحيا فيه بجانبى ، ففى النهايه هو قفص و أنا لا أحب السجن حتى لو كان من الذهب ، انا الأن لا أنتمى إلى عالمكم.. ذلك العالم الكئيب البغيض ..عالم الفوضى و المؤمرات ، عالم تُقتل فيه البراءه و الطفوله كما تقتل العصافير على يد صائد أعمى أصم كصنم فارغ اجوف بلا قلب يشعر أو يحس ، عالم تُدهس فيه الأحلام و تُغتال ، عالم تُغتصب فيه العقول و تسجن بين اسوار العادات و التقاليد بين قوانين عقيمه باليه و روتين مجحف يفض بكارتها بكل قسوة ، أنا سوف أترك لكم ذلك العالم الأسود الظالم سوف أترككم غير مأسوف عليكم و سأذهب إلى هناك ..حيث أحلامى المرميه منذ سنوات بعيده.. و يا كل من كان مثلى : أراكم هناك “فى المشمش”.