المهنية الإعلامية ودورها في تناول القضايا المصرية
بقلم-عصام محمد عبد القادر سيد
تقتضي المهنية الإعلامية أن يدرك الإعلامي أو الصحفي صعوبة توجيه أسئلة شفوية بمستوى واحد لقضية بعينها لفئات مستهدفة متباينة الثقافة؛ كي لا يتسرع في إصدار أحكام عن بيانات أو معلومات يشوبها الخطأ ولو كان غير مقصود، وبالتالي فإن تجاهل الإعلامي أو الصحفي لقواعد إعدادها أو توجيهها أو تلقي الإجابات عنها أو بعضاً منها، يؤدي إلى سلبيات تقلل من كفائتها أو تحد من تحقيق الغرض منها.
ولتحقيق الهدف المنشود من استخدام الإعلامي أو الصحفي الأسئلة الشفوية، ينبغي الالتزام الصريح بقواعد إعدادها أو صياغتها، وتلك القواعد تؤكد في مجملها على ضرورة الإعداد المسبق لها، وتبدو في ارتباطها بمفردات وأهداف القضية التي يتم تناولها، وفي بساطة ووضوح كلمات السؤال، والسلامة اللغوية لمجمله، واختصار عدد كلماته ودقتها وشموليتها، وتحديدها لاستجابة واحدة، كما يجب أن يصاغ السؤال الشفوي في صورة تسهم في جذب انتباه وتفكير الفئة المستهدفة، وبالتالي فإن محتوى السؤال لا يوحي مطلقاً بالإجابة عنه، كما يفضل أن يتطلب السؤال إجابة مختصرة، وأن يكون هناك ترتيب وتدريج منطقي للأسئلة في مجملها تشمل أبعاد القضية المراد تناولها، ويفضل التنويع في صياغة الأسئلة من حيث السهولة والصعوبة عند تباين المستوى الثقافي للعينة المستهدفة، وبالتالي تلبي الغرض منها، ومن وجهة نظري يفضل تجنب الأسئلة الشفوية التي يكون الإجابة عليها بـــ (نعم/ لا)؛ لتجنب تخمينها.
وينبغي أن يراعي الإعلامي أو الصحفي عند توجيه الأسئلة الشفوية للفئة المستهدفة على بعض القواعد التي تزيد حتماً من فعالية تلك الأسئلة، ومنها: العمل على جذب انتباه الفئة المستهدفة قبل توجيه الأسئلة، ومن ثم إظهار الحماس عند توجيه السؤال لهم، واختيار الوقت المناسب عند توجيه الأسئلة، والحرص على إلقاء السؤال بصوت واضح ومسموع، وبالسرعة التي تستوعب بها الفئة المستهدفة مضمونه، وبالتالي توجيه السؤال بلغة سهلة وبسيطة، وهناك أهمية لحث الفئة المستهدفة على التأني قبل الإجابة عن السؤال، وأهمية أخرى لتجنب توجيه أكثر من سؤال في وقت واحد، بالإضافة إلى ضرورة تجنب إلقاء السؤال أكثر من مرة، إلا عندما تقتضي الضرورة لذلك.
وعندما يراد جني ثمار نتائج طرح الأسئلة الشفوية؛ فإن ذلك يستدعي مراعاة بعض القواعد المرتبطة بتلقي الإجابات عن الأسئلة الشفوية، وللعلم فإن تجاهل بعضها يقلل بالضرورة من فاعلية تلك الأسئلة؛ لذا لابد من العمل بها مجتمعة، وتتضمن: تجنب مقاطعة المستجيب أثناء تقديم الإجابة، وإبداء الاهتمام عند تلقي الإجابة من المستجيب، وتجنب التلميح بالخطأ أثناء تقديم المستجيب للإجابة، مع إمكانية توجيه مزيد من الأسئلة في ضوء إجابات المستجيب، وتجنب الانصراف عن المستجيب قبل الانتهاء من إجابته، وضرورة التعقيب على إجابات المستجيب بأساليب متنوعة، والعمل على تشجيع المستجيب لاستكمال إجابته بالتلميحات اللفظية وغير اللفظية، وضرورة الانتظار برهه من الزمن بين إلقاء السؤال وتلقي الاجابة من المستجيب، وحثه على التفكير في السؤال أثناء فترة الإنتظار.
ويضاف لما تقدم قواعد أخرى أثناء تلقي الإجابات عن الأسئلة الشفوية، وهذا عندما يتعلق الأمر بلقاءات جماعية لعدد من المستهدفين، منها: التنبيه على المستهدفين تجنب التعليق على الإجابات إلا عندما يسمح لهم، والتأكيد عليهم تجنب التعليق على ذات الشخص الذي يدلي بالإجابة، وتجنب المناقشات الفردية غير المسموعة للأخرين، وضرورة تجنب الإجابات بصورة جماعية؛ لتمام الاستفادة منها، والعمل على تشجيع المستجيبين للمبادرة بالإجابة عن السؤال المطروح، مع أهمية ضرورة التعليق على جميع إجابات المستهدفين من قبل الصحفي أو الإعلامي، وضرورة تنظيم الحديث بين المستجيبين في ضوء قواعد المناقشة والحوار، مع إمكانية مشاركة أكبر عدد من المستهدفين في الإجابة عن السؤال دون تكرار.
إن المهنية الإعلامية في صورتها الصحيحة تسهم وبقوة في دعم مسيرة بلادنا الحبيبة مصر القوية نحو التنمية المستدامة في شتى المجالات على المستوى المحلي والعالمي، كما تعمل على توالد للأفكار التي تعد قاطرة النهضة المنشودة، والتي أسست لها قيادتنا السياسية الرشيدة، وتعمل على تنفيذها الجهات الموكل لها الأمر.... تحية تقدير وإجلال لكل ما يبذل من إعلامي وصحفي وطني يعمل على فلسفة النقد البناء، ويتحرى المعايير المهنية في تناوله... ودعوات من المصريين بدوام التوفيق لمن يسهر على رعاية مصرنا الحبيبة كل في مكانه... وتحيا مصر بلادي.
