recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

تنمية الشخصية على صعيد العلاقات

 

تنمية الشخصية على صعيد العلاقات 


بقلم يحي خليفة


تحسين الذات أولاً: في داخل كل منا قوة تدفعه إلى الخارج باستمرار، فنحن نطلب من الآخرين أن يقدروا ظروفنا وأن يفهموا أوضاعنا وأن يشعروا بشعورنا، ولكن قليل من الناس من يطلب هذا الطلب من نفسه، قليل منهم من يقدر شعور الآخرين ويتفهم مطالبهم.. إن الأب الذي يريد من ابنه أن يكون باراً مطالب بأن يكون أباً عطوفاً أولاً، والجار الذي يريد من جيرانه أن يراعوا حقوق الجيران لابد أن يراعيها هو أولا، وهكذا .. ليكن شعارنا:) البداية من عندي(.

الإشارات الغير لفظية: إننا بحاجة في كثير من الأحيان أن نعبر عن تقديرنا وحبنا للآخرين بشكل غير مباشر يفهمه الآخرين، إن الإشارات الغير لفظية (عيادة المريض، تقديم يد العون في أزمة أو باقة ورد في مناسبة، أو حتى الصفح عن زلة .. ) تكون في الغالب أشد وأعمق تأثيراً في النفس البشرية، ولا شك أن هذا الأمر بحاجة إلى معرفة ومران وتمرس لكي نتقنه.

المسافة القصيرة: ما أجمل أن يصطفي الإنسان من إخوانه من يكون له خليلا يستند إليه في الملمات ويعينه وقت الشدائد ويبوح له بما في نفسه، يسقط معه مئونة التكلف خلال تلك المسافة القصيرة التي تقرب قلوبهم إلى بعضها، والإنسان بحاجة ماسة إلى هؤلاء الخواص، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الذين يفقدون شخصاً يثقون به وقريباً منهم لهم أشد عرضة للاكتئاب، بل وإن بعض صور الاضطراب العقلي تنشأ من مواجهة الإنسان لمشاق وصعوبات كبرى دون وجود من يسانده، لذلك إن وجد ذلك الأخ الحميم، فليحسن معاشرته، وليؤد حقوقه، وليصفح عن زلاته، فإنه كنز الأيام وثروة العمر.

الاعتراف والتقدير: من الأقوال الرمزية (كل شخص يولد وعلى جبهته علامة تقول: "من فضلك اجعلني أشعر أنني مهم"، فكلما وقع تواصل بين الناس تناقلوا بينهم رسالة صامتة تقول: "فضلاً اعترف بكياني، لا تمر بي غير آبه"، فالإنسان مهما كان عبقرياً وفذاً وناجحاً فإنه يظل متلهفاً لمعرفة انطباع الناس عنه، وكثيراً ما يؤدي التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة، وكان ذلك فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم .. إن اكتشاف الميزات التي يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة والإبداع، وقبل ذلك الاهتمام.




google-playkhamsatmostaqltradent