recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حكاياتي

الصفحة الرئيسية



 حكاياتي

بقلم / كوثر زكي

سعد زغلول وثورة الحنطور 

الجوز الخيل والعربية أنغمهم كلها حنية سوق يااسطى لحد الصبحية    

هى الاغنية الشهيرة التى تغنت بها  شافية أحمد وسيد مصطفى وكارم محمود            للحنطور حيث كان وسيلة المواصلات الوحيدة فى القرن التاسع عشر للنساء ثم أصبحت بعد ذلك للرجال أيضا وهى الوسيلة التى أنتقلت لمصر المحروسة عن طريق الأيطاليين وأتقنها المصريون وأضافوا إليها من مظاهر الجمال والأوبها.       

    

كان يطلق على سائق الحنطور " الأسطى باشا "يعنى سائق الباشوات و كانت البنات تذهب إلى المدرسة بالحنطور وستات البيوت تذهب السوق بالحنطور وعندما ظهر التاكسى اطلق  عليه "عربجى " ويحكى الكاتب الكبير " مصطفى أمين " فى كتابه " واحد من عشرة " عن ثورة سائقى الحنطور فيقول : فى سنة 1907 دخلت سيارات التاكسى فى القاهرة ، وكان باكورة سيارات الأجرة " بوبى تاكسى " قد ظهرت فى مصر بداية القرن العشرين من ماركة " دى ديون بوتون " الفرنسية ، ويملكها " جوزيف دى مارتينو " وبلغت 8 سيارات فى القاهرة وكان أول موقف لها فى ميدان الأوبرا القديم ، وأول جراج مكان سينما " ريفولى " الحالى فى شارع 26 يوليو ، ثم تزايدت أعداد التاكسى تدريجيا فى القاهرة حتى بلغت 30 سيارة عام 1919 وكان يركبها الأغنياء للنزهة فقط وكما زاحم الحنطور – فى السابق – عربات الكارو التى تجرها الحمير ، وكانت هى وسيلة المواصلات ، داهمتها عربات شركة " سوارس " الحنطور لكن تآلفا ماحدث بين الوسائل الثلاث ، لكن ظهور التاكسى المفاجئ وأنتشارها المتسارع أرعبهم جميعا ، خاصة أصحاب الحناطير الذين أبدوا استياء شديدالأن التاكسى تحديدا خطف زبائنهم الأغنياء وتدارسوا الأمر وقرروا عمل إضراب أمام بيت الأمة " سعد باشا زغلول " وفى يوم الخميس 7 فبراير سنة 1924 أتجه العربجية فى مظاهرة منظمة فى الحناطير عبر شوارع القاهرة صوب منزل الزعيم ، وطوال الطريق لم يتوقفوا عن ضرب الهواء بالكرابج ، لتصدر " فرقعة جماعية " أقرب ماتكون لصوت طلقات الرصاص وفردوا علم مصر الأخضر فوق ظهور خيولهم فأفضى على موكبهم مهابة مضاعفة ، ؟؟  أطل عليهم من البلكونة ، والعجيب أنهم أفتتحوا كلامهم إليه بالدعاء له : " شفاك الله ، اللهم قوى زعيم الأمة " ورد عليهم " أشكركم " إن قلبى معكم مادمتم متحدين " وأستمع بأهتمام إلى " خطباء الحوذية المتحمسين " وكانوا يصيحون بأعلى صوتهم ، يطالبونه بقانون يمنع السيارات من شوارع القاهرة ، مما هدد أقوات أولادهم مصر . وانتهز الزعيم هدوء أصواتهم ، وبعدما "فضفضوا " أستعان الزعيم بخبرته العميقة فى التفاوض وحنكته السياسية ، وليمتص ثورتهم قال بلغة يفهمونها جيدا : " أنا عربجى مثلكم وأقود العربة كما تقودنها ، والحكومة هى الحنطور والشعب هو الراكب الوحيد وواجبى أن أوصله إلى الأستقلال التام لمصر والسودان ، والفارق الوحيد بيننا أننى لا أحمل كرباجا " فتهللوا  لكلامه وتبادلوا الضحك والأبتسام ، وهدأت ثورة غضبهم ، وحين سمعوا الرئيس الجليل لللأمة ورئيس حكومتهم يقول إنه عربجى مثلهم " وانه يصرف شئون البلد كما يسوسون هم خيولهم هدأوا تماما بعد أن أستحوذ على قلوبهم وقال : والآن سأتحدث إليكم كعربجى يتحدث مع زملائه ، إن الزبون يريد أن يصل إلى الجهة التى يريدها بسرعة كما تريد مصر أن أحقق لها الأستقلال بسرعة ، وكل إبطاء أو تأخير ليس فى مصلحة الزبون ونحن الآن فى عصر السرعة والسيارة علامة التقدم وفى أنحاء العالم كله الآ لات تحل مكان الحنطور ولا أستطيع كزعيم أن أسمح لأمتنا أن تتخلف أو تمشى ببطء فى عصر السرعة . هكذا يكون الزعماء


حكاياتي


google-playkhamsatmostaqltradent