recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن الحلال بيّن والحرام بيّن " الجزء الثالث والعشرون "

الصفحة الرئيسية

 

ماذا تعرف عن الحلال بيّن والحرام بيّن " الجزء الثالث والعشرون "

ماذا تعرف عن الحلال بيّن والحرام بيّن " الجزء الثالث والعشرون "

إعداد / محمــــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث والعشرون مع الحلال بيّن والحرام بيّن، وقد توقفنا مع العلة من تحريم الخنزير، والحديث عن مضار لحم الخنزير وهو بأن فيه دودة شريطية تعيش في لحمه، وهناك أمراض كثيرة تنمو في لحمه، حتى لو شويته أو طبخته، ومع ذلك العلة الأقوى أن الله حرمه، وكفى المؤمن علة التحريم أن الله حرمه وانتهى الأمر، والله عز وجل سمح للإنسان أن يأكل اللحم الذى تطيب به نفسه، نهينا أن نأكل ما تعافه النفس، أما ما أهل به لغير الله أى إذا ذبحنا هذا الخروف على اسم غير الله عز وجل، وعلى اسم صنم، أو على اسم إله مفترى، أو على اسم شخص، هذا أهل أى ذبح لغير الله، أما ما ذبح على النصب، فلو توجهت إلى صنم وذبحت أمامه خروفا ولو بقيت ساكتا هذا حرام، إذا ذبحته بمكان بعيد عن الصنم من أجل هذا الصنم هذا أهل لغير الله به، أما إذا توجهت إلى الصنم وذبحته أمامه وأنت ساكت فحرام، لأنك ذبحته من أجله، فواحدة أهل لغير الله به، والثانية ذبح على النصب، كلاهما إشراك بالله عز وجل.
والإنسان حين يقول الله أكبر، أى بمعنى يا رب هذا الحيوان خلقته لنا، وذللته لنا، وسمحت لنا أن نذبحه لنأكله، ونحن نفعل ذلك باسمك، وإرضاء لك، وتنفيذا لشريعتك، فهذا معنى الله أكبر، فنحن لا نرتكب جريمة بذبح الخروف، فنقول الله أكبر، وأن الله سمح لنا أن نفعل هذا، وكما تعلمون بأن هناك غلو، وغلو في الإفراط وغلو في التفريط، وأن فى الإفراط هناك شعوب تأكل لحم الكلاب بآسيا، والقطط، وبسنغافورة الثعابين يوضع في أقفاص وهو حى يذبح ويسلخ ويقدم للشارى أطيب طعام، في بلاد يأتون بالقرد وهو حي يقطعون قبة رأسه ويأكلون دماغه وهو حى، وهناك حيوانات تؤكل تعافها النفس، وهناك أناس حرموا اللحم كليا مثل المعرى،النباتيون، وهؤلاء غالوا وهؤلاء غالوا، والله عز وجل سمح لنا أن نأكل اللحم الذي تطيب به نفوسنا، وأما عن تفسير المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع، فالمنخنقة وهي التي تموت خنقا، إما أن يلتف وثاقها حول عنقها، أو أن تدخل رأسها في مضيق فتموت، والموقوذة التي تضرب بالعصا ونحو ذلك فتموت.
والمتردية التي تسقط من شاهق فتموت، والنطيحة التي نطحتها أختها فتموت، أما لو أن كبشا نطح غنمة في مذبحها بقرنه وسال دمها فهذه اسمها نطيحة، ولا يجوز أكلها لو دخل قرنه في مذبحها وسال دمها فحرام أكلها واسمها نطيحة ولا يجوز أكلها، فالمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وأما عن ما أكل السبع، فهى كل حيوان مفترس إذا أكل دابة مما سمح الله تعالى لنا أن نأكله فإنه لا يليق بالإنسان أن يأكل فضلات حيوان، لكن الله عز وجل قال" إلا ما زكيتم" بمعنى إن كانت على وشك أن تموت بادرت إلى ذبحها، فإن الحكم الفقهي أنها إذا حركت يدها أو ذنبها أي فيها حياة وإذا ذبحتها فهي حلال، بادرتم إلى ذبحها، هناك رأى فقهي آخر يقول إذا ذبحتها يجب أن ينفجر الدم انفجارا، وإن لم ينفجر الأولى ألا نأكلها، وهذا الحكم على تنوع المذاهب أيضا فيه حكمة أن المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع هذه إذا ماتت بهذه الطريقة خسرتها، إذن ماذا على صاحبها أن يفعل؟ وهو أن يمنع الدواب من أن تنطح بعضها بعضا.
وأن يقيها المخاطر، أن تتردى من شاهق، وأن يقيها الاختناق، وألا يضربها، فإذا ماتت خسر ثمنها، أيضا وتحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع تحريم هو وقائي تربوى حتى الإنسان يعتني بالحيوان، وأما عن الحكمة من أكل السمك دون أن يذبح، فإنه يؤكل السمك دون ذبح، فلماذا؟ فقد قال تعالى" إلا ما زكيتم" أى ذبحتموها قبل أن تموت، أما السمك والجراد، وهنا يقول قائل إذا كان بقاء الدم فى الحيوان يؤذى فكيف نأكل السمك دون أن نذبحه؟ وإذا كان أكل السمك جائزا ودمه فيه لماذا نشترط تزكية الدابة الأخرى مثل الغنم؟ فإذا كان الدم هو العلة فالدم يبقى في السمك، ويبقى في الجراد، ولكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال "أحلت لكم ميتتان السمك والجراد" والحقيقة الشيء الذي لا يصدق أن السمك حينما تصطاده، أو حينما يخرج من الماء، ينتقل دمه كله إلى غلاصمه، فكأنك ذبحته، وقلما تجد دما في السمك، والصيادون يفتحون الغلاصم يرونها متوردة أي كل الدم صار في الغلاصم.
فصيد السمك حينما يخرج السمك من الماء ينتقل دمه إلى غلاصمه وكأنه ذبح، وربما كشف العلم في المستقبل موضوع الجراد، وفى الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعث سرية من أصحابه فوجدوا حوتا كبيرا قد جزر عنه البحر أي ميتا، فأكلوا منه بضعة وعشرين يوما ثم قدموا إلى المدينة فأخبروا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله لكم" إذن مسموح أن تأكل السمك دون أن يذبح وأيضا ننتقل إلى جزئية أخرى وهى أن إتلاف المال لا يرضي الله عز وجل، وأنه يجوز الانتفاع بجلد الدابة الميتة، وكان هناك سؤال يقول هل الدابة التي تموت هل يجوز أن ننتفع بجلدها ؟ وإن الجواب هو نعم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال تصدق على مولاة لميمونة أم المؤمنين بشاة فماتت فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال " هلا أخذتم إهابها فدبغتموه" يعنى جلدها فانتفعتم به فقالوا يا رسول الله إنها ماتت فقال صلى الله عليه وسلم "إنما حرام أكلها" رواه مسلم.
فإن جلدها مال ولا يجوز أن نتلف المال، وقال صلى الله عليه وسلم "دباغ الأديم زكاته" أى يجعل استعماله حلالا إذا دبغته، وفي حديث آخر عن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم "دباغه يذهب بخبثه" وفي حديث آخر عن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم " إذا دبغ الإيهاب فقد طهر" رواه مسلم، فلو أن الدابة ماتت يمكن أن ننتفع بجلدها، وهذا يبين النظرة الاقتصادية، إتلاف المال لا يرضي الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من قعب، وبقى في القعب فضلة فقال ردوها إلى النهر لعل لله ينفع بها قوما آخرين، أى بمعنى بقيت فضلة من الماء ما سمح النبي صلى الله عليه وسلم أن تهرق، فإن إتلاف المال والتبذير في استعمال الماء هذا ليس من أخلاق المسلم، وأما عن موضوع الضرورة فقال تعالى " فمن اضطر غير باغ ولا عاد" فما معنى باغ؟ وهو أى ابتغى، أو أراد أن يأكل من لحم الخنزير ليذوق هذا اللحم، طعمه طيب مثلا؟ فإن هذا باغ أى بغى أن يأكل، ولا عاد أى على وشك.
أن يموت جوعا يكفيه أربع لقمات فينبغى ألا يزيد عليهن أية لقمة، أى لا يتجاوز الحد الذي يبقيه حيا، وإن العلماء فصلوا فقالوا أن الإنسان الذي لا يجد طعاما ليوم وليلة على التمام عند ذلك يجوز له أن يأكل، أى اليوم بكامله والليل بكامله لثانى يوم لاشيء يضعه في فمه ممكن، هذه الضرورة، يوشك أن يهلك جوعا له أن يأكل ما حرم الله عليه غير باغ ولا عاد، وأن هناك نقطة مهمة أخيرة وهى أن الإنسان لا يملك ثمن طعام لكن يعيش ضمن مجتمع، وله أقارب، وله أهل، والفرد إذا كان لا يملك ثمن طعام لا يعد مضطرا، فإنه يجب أن يطلب الطعام من أقربائه، ويقول أنا جائع أريد أن آكل أى لا يكفى ألا تجد طعاما وتأكل لحم الخنزير، ولكن هذه حالة فى الصحراء، أو فى مكان منقطع لا يوجد إنسان يطعمك لقمة، ولكن عندما تكون ضمن مجتمع مسلم فأنت هنا لست مضطرا، ويقول أحدهم أنا مضطر إلى قرض ربوى، فنقول له ألا يوجد أحد يقرضك؟ فيقول لا يوجد أحد، ويقال له سألت؟ يقول لم أسأل، أنا إنسان مقطوع من شجرة، وهذا ليس معقولا؟
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏، ‏منظر داخلي‏‏‏ و‏نص مفاده '‏‎REDMI NOTE 9 PRO AI QUAD CAMERA‎‏'‏‏
google-playkhamsatmostaqltradent