recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

السياسة المصرية المتزنة

 

السياسة المصرية المتزنة


بقلم -ا د / عصام محمد عبد القادر سيد

أستاذ المناهج وطرق التدريس

كلية التربية بالقاهرة – جامعة الأزهر

الدولة المصرية دوماً تمد يدها لتعضيد العلاقات مع الجميع دون استثناء، وفي المقابل تتعامل بحساسية مع القضايا التي تمس أمنها القومي، وفي نهاية المطاف تحبط جهود المغرضين ممن يسعون إلى تفكيك وحدتها ورسم سيناريوهات بغيضة تؤدي لسوء العلاقات مع البلاد العربية أو الأجنبية، أو حتى دول الجوار.

وهناك جهود مضنية تبذلها الخارجية المصرية في هذا الشأن المهم والخطير على الصعيد الدولي؛ حيث تتوالى التكليفات الرئاسية في أحداث متتالية ومتغيرة، علاوة على التعاملات اليومية الخاصة بشؤون رعايا الدولة المصرية، وبالطبع طاولات التفاوض التي تحمل شعار الدفاع عن حقوق الدولة المصرية، وفق ثوابت ومعايير واضحة، تتناغم بالطبع مع الأعراف والأصول والمواثيق الدولية.

وتختار الدولة المصرية بعناية منقطعة النظير أبناءها المخلصين الذين يتولون مهاما صعابا (الدبلوماسيون المصريون) في جمع للبيانات والمعلومات، وتحليل لمجريات الأحداث باستفاضة؛ بغية امتلاك الخيوط السليمة لمسار العمل المستمر في اتجاه مصلحة الدولة المصرية في الداخل والخارج، وبما يعود على شعبها العظيم من فوائد على المدى القريب والبعيد.

والمطالع للتاريخ السياسي المصري يجد ما يؤكد على أن مصر ورجال السياسة بها يمتلكون مهارات فن التفاوض فيما يواجهون من مشكلات وتحديات تواجه القطر المصري، وتشير نتائج ما تمخضت عنه العديد من الملفات التي واجهت السياسة المصرية إلى نجاحها الباهر في تحقيق المصلحة القومية، وهو ما يحثنا على تقديم الدعم الكامل لمؤسسات الدولة وقيادتها السياسية التي تتحمل الأعباء الثقال في ملفات كثيرة، وينبغي أن يتوافر لدى جموع الشعب المصري الوعي التام بأهمية ذلك.

وسياسة مصر الحبيبة تعتمد كلية على سيادتها التامة داخلياً وخارجياً واستقلالها الواضح في قراراتها السياسية؛ حيث تحرص قيادتها السياسية الرشيدة على مصالح الشعب المصري في المقام الأول، ولا تعبأ بمصالح أفراد ضيقة، أو بما ينادي به المغرضين مثبطي الهمم، دعاة تأجيج الأزمات والمشكلات التي قد تواجه دول العالم أجمع ومنها مصرنا العزيزة.

وسياسة مصر المتزنة كائنة في مجالاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وبالطبع السياسية؛ حيث شفافية المعايير في التعامل مع ملفات تلك المجالات، والتي في مقدمتها مصلحة الدولة المصرية الراسخة والتي لا تعبأ بمن يتحالفون ضدها على المستوى الإقليمي أو العالمي؛ لأنها دولة تحترم في المقام الأول مواثيقها وعهودها، ومن ثم لا تتخطى القوانين الدولية في معالجتها للأمور والتعاملات، وهذا ما يصب مباشرة في رصيدها السياسي الذي يدرس لأجيال وأجيال.

إن مصر القوية لا تتبنى الخدع والحيل في إدارتها للملفات الدولية أو في العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى؛ وإنما تتمسك بالأصول والقيم الإنساسية التي تتسم بالسماحة، وهذا ما يؤكد شموخها برغم ما يتعرض له العالم أجمع من تقلبات في المواقف، ونقض لمواثيق وأعراف؛ نتيجة لخراب في الذمم، أو لعمالة مغرضة نهايتها مقيتة.

وجموع الشعب المصري العظيم بات يثق في قيادته السياسية ومن يمثل الدبلوماسية المصرية الرسمية من أبناء الوطن المخلصين، بل ويشد من أزرهم لمواصلة العمل الدؤوب وتحمل المشاق والصعاب والتحديات التي لا تنتهي؛ فالصبر والتريث والحكمة من سمات هذا العمل المضني، مع الأخذ بأدوات العلم والبحث بغية تحقيق أهداف الدولة العليا ورعاية وحماية مصالحها في الداخل والخارج، وتجنب النزاعات الواهية.

لا مناص للمصريين الشرفاء من حتمية التضافر في دعم سياسة الدولة المصرية المتزنة؛ كي تواجه التحديات على المستوى المحلي والخارجي بحكمة وقوة وثبات، وهو ما يعزز جهـود الإصلاح والنهضة الكبرى التي تتبناها الدولة المصرية العظيمة في شتى المجالات على الصعيدين الداخلي والخارجي، حمى الله بلادنا وكلل جهود قيادتها السياسية الحكيمة لما فيه خير البلاد والعباد، وتحيا بلادي ورايتها عالية خفاقة.

google-playkhamsatmostaqltradent