سلسلة المرأة في شهر مارس:السيدة خديجة بنت خويلد
بقلم -يسرا عاطف
يحتفل العالم بأجمعه اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام بعيد المرأة العالمي فهي مناسبة ليحتفل العالم كله بدور المرأة في المجتمع التي أثبتت علي مر العصور أنها مرأه حديدية قادرة علي ان تفتحم جميع المجالات المختلفة سواء الإجتماعية ، السياسية ، الحياتية بجدارة فهي أم ، ربة منزل مثالية، سيدة مجتمع صاحبه قرارات مختلفة ولا اخفيكم سرآ لم اجد أعطر ولا أعظم من سيرة سيدة العالم اعظم النساء السيدة" خديجة بنت خويلد" أول وأحب زوجات الرسول صل الله عليه وسلم لكي نلقي الضوء علي سيرتها في الإحتفال بعيد المرأة العالمي.
ولدت السيدة خديجة بنت خويلد بمكة قبل عام الفيل بخمسة عشر عامآ هي بنت سيد من سادات قريش وتوفي والدها في حرب الفجار وأمها فاطمة بنت زائدة تزوجت في الجاهلية مرتين قبل الرسول صل الله عليه وسلم كانت كنيتها" أم هند" ولكن بعد زواجها من أشرف الخلق اصبح كنيتها" أم القاسم" ، فهي أم جميع اولادة ما عدا إبراهيم كان من" ماريا القبطية" أنجبت منه " السيدة زينب ، السيدة رقية، السيدة أم كلثوم ، السيدة فاطمة ، القاسم وعبد الله.
اللقاء الأول:-
كانت السيدة خديجة صاحبة حسب ونسب وكانت من أثرياء قريش فكانت تستأجر الرجال للسفر بتجارتها مقابل جزء من المال فالمكسب لهما أما الخسارة فكانت تتحملها هي فقط وكان وقتها رسول الله يعمل بالتجارة سافر بتجارتها الي الشام مع غلامها " ميسرة" الذي حكي لها عن ما رآه من حسن خلق وأمانة كما أنها رأت في مالها بركة لم تجدها من قبل فأرادت أن تتعرف عليه وحينها عرفت أنه الزوج المناسب وتحدثت الي صديقتها المقربة" نفيسة " بما في داخلها وذهبت إلى سيدنا محمد لخطبته فأخبر أعمامه وتقدم لخطبتها من عمها وكانت وقتها في الأربعين من عمرها وكان عمر سيدنا محمد وقتها خمس وعشرين عاماً.
صفاتها الكريمة:-
1- العفة والطهارة من أبرز ما يميز ملامح السيدة خديجة الشخصية هي الطهارة والعفة في بيئة انتشر فيها الفواحش والبغايا بيئة لا تعرف الحلال من الحرام انتزعت السيدة الفاضلة هذا اللقب الطاهرة وأنفردت به.
2- الصادق الأمين فكانت نزيهه في تجارتها وتتميز بالحزم والعقل خاصة في إختيار الرجال التي تتعامل معهم في التجارة وكانت أبلغ صور العقل والحكمة عندما فكرت في الزواج من سيدنا محمد وأرسلت صديقتها لطلب الزواج لتحفظ ماء وجهها وكأنه هو الذي بادر بالطلب منها عندما جاء هو وأعمامه لطلبها للزواج.
نزول الوحي:-
ألقي الله في قلبها صفاء الروح ونور الايمان والإستعداد لتقبل الحق فعندما نزل جبريل عليه السلام علي سيدنا محمد في غراء حراء ذهب سيدنا محمد إلي خديجة وهو يرتجف ويقول زملوني زملوني حتي استطاعت السيدة خديجة ان تهون عليه وتهدأ من روعه بما يطيب قلبه وخاطره ، ثم انتقلت إلى ابن عمها ورقه بن نوفل وهو شيخ كبير كفيف ، كان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وعندما علم بما حدث قال له انه الناموس الذي نزل علي سيدنا موسى وبشره بالنبوة وانه اخر المرسلين ، ومن هنا كانت السيدة خديجة هي أول من أمن بالرسالة وصدقته ليس بالكلمة فقط بل أنفقت كل مالها في تأييد الرسالة ووهبت مالها ونفسها وكل ما تملك من أجل رسول الله تركت حياه الرفاهيه والنعيم إلي حياة الجهاد والحصار والجوع والعطش الذي استمر ثلاث سنوات فكانت نعم الزوجة سندا لزوجها تحملت معه الصعاب وتجاوز العقبات خاصه في مقاطعة قريش بعدم الزواج وعدم البيع والشراء وعدم الرأفة بهم وقبول الصلح معهم فوقفت السيدة خديجة موقف لم ينساه المسلمين وقتها خففت عنهم ما أصابهم من محن وابتلائات عملت علي تأمين الطعام للمسلمين المحاصرين بمعاونة ابن أخيها" حكيم بن حزام " الذي كان يرسل لها الطعام ليلا دون أن يراه أحد.
كانت السيدة خديجة أم المؤمنين حظيت علي وصف الله لها وغيرها من زوجات الرسول بأمهات المؤمنين في قوله تعالي بسم الله الرحمن " النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" صدق الله العظيم.
وفاه السيدة خديجة:-
توفيت السيدة خديجة في السنة العاشرة من البعثة وذلك بعد انتهاء الحصار الذي فرض علي المسلمين وكان وقتها عمرها خمس وستين عام وسمي هذا العام بعام الحزن لأن مات فيه عم الرسول صل الله عليه وسلم "أبي طالب" وبعدة بقليل الزوجة المخلصة الوفية وكان في رمضان فكان واقع المصيبة كبير علي قلب الرسول صل الله عليه وسلم فهي لم تكن فقط زوجة ولكنها كانت له السند العاطفي والنفسي والمالي فهي العقل الحكيم والمستشار الأمين ، أزرته في أحرج أوقاته كان دائما يقول إني رزقت حبها ظل وفي لها حتي أن غارت منها زوجاته وهن لن يدركوها ، قال عنها ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها " أمنت بي حين كذبني الناس ، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورقني الله بولدها إذ حرمني أولاد النساء"
خديجه أفضل نساء الجنة بل أفضل نساء العالم التي قرأها الله السلام حين اتي جبريل عليه السلام إلي رسول الله " هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب"
كل سنه وكل أمراة بخير وسعادة
