recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

اليوم العالمي للمرأة

الصفحة الرئيسية






 

اليوم العالمي للمرأة






 بقلم ـ أ. د عصام محمد عبد القادر 



      

أستاذ المناهج وطرق التدريس

كلية التربية بنين بالقاهرة_جامعة الأزهر

في الثامن من مارس من كل عام يحتفل العالم بأسره بالمرأة دلالة على التقدير والاحترام والحب والوئام بين قطبي الإعمار على كوكب الأرض، وللمرأة الدور الرائد في شتى مجالات الحياة دون جدال؛ فبها رسمت السياسات، وبواسطتها نمى الاقتصاد، وبفضلها تأصلت المعايير الاجتماعية التي قامت عليها المجتمعات في أنحاء المعمورة.

والاحتفال بالمرأة لا يعني إحياء الذكرى فقط؛ لكن يحمل معاني التناغم والانسجام بين بني البشر؛ فعلاقات الدول وروابطها تقوى من خلال المرأة التي تشكل شريان الحيوية على وجه البسيطة؛ فبدونها تقف مجريات الأحداث ويتوقف الزمن دون رجعة؛ فالمرأة دون مبالغة أو إطراء تعد القوى الدافعة التي بدونها تتوقف عجلة الحياة.

والعاقل يفطن بأن المرأة هي الأم والأخت والأبنة التي تشكل أصوله، ومن ثم يعد الاهتمام بها وبحقوقها بمثابة مسلمة لا تقبل المنازعة أو النقاش من قريب أو من بعيد؛ فقد تشكل الوعي الجمعي نحو مكانة المرأة التي لم تتخلى عن الصفوف الأولى في معارك الحياة المتنوعة، والتاريخ بأنماطه المختلفة أثبت جدارتها ومقدرتها على تحقيق الإنجازات التي تبهر العقول في شتى مجالات الحياة ومتطلباتها المختلفة.

والأحداث الجارية أشارت إلى مقدرة المرأة على الصمود في مواجهة التحديات التي تواجه بني البشر، والتي كادت أن تعصف به، والحق يقال بأن دعوة المساواة بين الرجل والمرأة في كثير من مسارات الحياة والفرص باتت لا مناص عنها؛ لإقرار واقع يرفع من معنوياتها ويمنحها المقدرة على الوصال دون كلل أو ملل، وهذا يشكل الحق الطبيعي الذي لا يتفضل به أحد مهما كانت مكانته.

إن معارك الحياة المتجددة يستحيل أن يخوضها الرجل بمنأى عن المرأة، وأن يحقق ما يصبو إليه بدونها؛ إذ تعد صاحبة القرار السديد، والحكمة البالغة، والرأي الرشيد، وتجارب الحياة المتنوعة في العالم كله أثبتت ذلك وزادت عليه، وبالطبع ساهم في تحفيز الرجل لمواصلة التحدى ليبلغ ما ينشده لإعمار مجتمعه، ورقى وجودة حياته.

والمرأة من وجهة نظري لا تشكل نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله؛ فهي هدية الله في أرضه، وبدونها يخيم الظلام على كوكبنا الحبيب؛ لأنها المربية والمقومة والمعلمة، وهي مصدر المشاعر التي لا تنضب، وكما قيل (لا يعمل شيء إلا بها ولأجلها)، وفي كلماتي المختصرة أصدقكم القول بأن سعادة الرجل مرهونة بأمرأة تحمل الابتسامة والحنان المتلازمين.

بارك الله لنا في المرأة، وجعلها نبراساً مضيئأ بيننا، ومنحها المقدرة على العطاء والسعادة في الدارين...!!!





اليوم العالمي للمرأة



google-playkhamsatmostaqltradent