recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سلسلة المرأة في شهر مارس فردوس محمد

الصفحة الرئيسية



 سلسلة المرأة في شهر مارس

فردوس محمد

الحلقة الخامسة والعشرون

بقلم يسرا عاطف

حلقة اليوم عن امرأة لعبت أدوار الأم ببراعة علي الرغم من أنها لم تنجب طوال حياتها ولكن تكوينها ودفئ مشاعرها جعلتها تتقن هذا الدور ببراعة ، في هذة الحلقة نلقي الضوء علي مجال مختلف وهو الفن والتمثيل ولكن الذي جعلني أختار هذة الشخصية أنها استطاعت أن تصل وتدخل قلوبنا بل ويمتد ذكراها إلي الأن علي الرغم من مرور أكثر من 60 عام علي رحيلها من تكون؟؟؟؟؟؟ 


أم السينما المصرية " فردوس محمد" 


وُلدت الفنانة الكبيرة فردوس محمد في محافظة القاهرة بحي المغربلين يوم 5 مايو 1906 تعرضت لليتم وهي في الثالثة من عمرها فقدت والديها وتولي تربيتها الشيخ " علي يوسف" مؤسس جريدة " المؤيد" وهو صديق والدها  وتعلمت في مدرسة إنجليزية وتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، وكانت في عمر الثانية عشر تذهب مع الأسرة التي تولت رعايتها إلى المسرح، وهذا ما جعلها تحب الفن وتتعلق به منذ صغرها .


واستكمالا لحياتها الغيرطبيعية زوجتها الأسرة التي تبنت تربيتها وهى فى عمر الرابعة عشر من عمرها من شاب تقدم لها، ولكنها عانت من هذه الزيجة ولم تنجب اطفالاً، وكان يسيء معاملتها بشدة وهذا ما جعلها تنفصل عنه وهي في عمر التاسعة عشر، وبعد مرور خمس سنوات من الزيجة، وكانت فردوس محمد دائماً تستشهد بسوء معاملته لها فتقول عن أي موقف سيئ يواجهها "شبه الأيام السودا اللي شوفتها مع جوزي الأولاني".


عادت "فردوس" لتعيش مجدداً مع الأسرة التي ربتها، لكنها كانت تبحث عن عمل تنفق به على نفسها، فعرضت عليها زوجة جارها العمل مع فرقة عكاشة في إحدى المسرحيات، وبدأت العمل مقابل ثلاثة جنيهات، وبدأت في عام 1927 من خلال مسرحية "إحسان بك" مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية، لتنضم بعدها إلى الفرقة، وظلت الفنانة فردوس محمد تتنقل بين الفرق المسرحية فعملت مع فرقة ​إسماعيل ياسين​ وعبدالعزيز خليل و​فرقة رمسيس​ وفرقة ​فاطمة رشدي​، لتنتقل إلى عالم السينما.

 

وتُعتبر فردوس محمد صاحبة نصيب كبير من ضمن الأفلام، التي أُختيرت كأفضل مائة فيلم في ذاكرة السينما المصرية، في استفتاء النقاد لعام 1996 ، بعشرة أفلام هي "سلامة في خير وغزل البنات ولك يوم يا ظالم وابن النيل والمنزل رقم 13 وزينب وشباب امرأة وأين عمري و رد قلبي واحنا التلامذة".


كما عرف عن فردوس محمد أنها تجمعها صداقة بكوكب الشرق أم كلثوم، وكانت تقابلها بشكل شبه يومي للسهر سوياً، كما كان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها في أعماله، وهذا ما جعله يطلب لها دورا في فيلم "غزل البنات"، فقام المؤلف بوضع دور خصيصاً لها وهو مربية ​لليلى مراد .


الزيجه الثانية في حياة فردوس محمد:-


​​​​​​حياة الفنانة فردوس محمد كلها دراما منذ ميلادها حتى وفاتها ولقصة زواجها الثانى حكاية طريفة جدا ومن أغرب القصص فقد تزوجت من المنولوجسيت محمد إدريس زواجا صوريا فقد تلقت فرقتها التى كانت تعمل بها دعوة لتقديم عروضها فى فلسطين، لكن القوانين فى مصر وقتها، لم تكن تسمح بسفر الفنانات غير المتزوجات ووقعت الفرقة فى ورطة لأن "فردوس محمد" كانت تقوم بدور رئيسى فى المسرحية، ولا يمكن استبدالها بأخرى متزوجة، واقترح فوزى منيب صاحب الفرقة، الحل بأن تتزوج "فردوس محمد" من أحد أعضاء الفرقة زواجًا صوريًا ووافقت على الاقتراح فتم اختيار المونولوجست "محمد إدريس" لهذه المهمة وسافر الاثنان ضمن الفرقة إلى فلسطين، وقدمت الفرقة عروضها لأيام عديدة، وفى إحدى الليالى، وبعد انتهاء العرض المسرحى فاجأ "محمد إدريس" "فردوس محمد" بأنه يحبها ويطلبها للزواج فعلاَ فوافقت واحتفلت الفرقة بزفافهما فى الفندق الذى تقيم فيه وتحول الزواج الصورى إلى زواج حقيقى واستمر لمدة خمسة عشر عامًا انتهى بوفاة "محمد إدريس".‏


ويُقال بأن فردوس محمد أنجبت خلال الزواج مرتين، 3 أبناء توفوا بعد ولادتهم مباشرة، وهذا ما أصابها بحزن شديد فنصحتها صديقة لها بأن تخفي خبر ولادتها في المرة المقبلة منعاً للحسد، وتقول إن طفلتها توفيت وتقول إنها تبنت طفلة في الملاجئ، وهذا ما حدث بالفعل فلقد أنجبت ابنتها سميرة وقالت بأنها تبنتها، لكن خلال زفاف الابنة من مدير التصوير ​محسن نصر​، بكت بشدة واعترفت بالحقيقة، ولكن البعض ظن بأنها تحاول رفع الروح المعنوية للابنة في زفافها.


موقف مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه:-


بعد مرض فردوس محمد وتطلب الأمر سفرها للخارج للعلاج، فاتصلت فاتن حمامة بجمال الليثى لتخبره بأنها تريد أن تقابل وزير الثقافة- وكان وقتها ثروت عكاشة- لتطلب منه أن تتولى الدولة علاج الفنانة الكبيرة فردوس محمد، وبالفعل ذهبا معاً والتقيا بمدير مكتب وزير الثقافة الأستاذ عبدالمنعم الصاوى، وتحمس الوزير واستطاع أن يحصل على قرار بسفرها للخارج للعلاج .

وفى صباح اليوم المحدد للسفر أخذ جمال الليثى الفنانة فاتن حمامة فى سيارته، وذهبا لبيت فردوس محمد لاصطحابها للمطار، وطلبت منهما أن يعطياها فرصة للمرور على الصيدلية التى تتعامل معها لكى تسدد بعض الديون قبل السفر حتى تبرئ ذمتها، ثم اصطحباها للبنك الأهلى، لأنها أرادت أن تؤجر صندوق أمانات لتضع فيه كل أشيائها الغالية وسلمت مفتاح الصندوق لفاتن حمامة لتسلمه لابنتها الوحيدة وعند وصولهم المطار وجدوا مظاهرة من الفنانين جاءوا لوداع الفنانة الكبيرة فردوس محمد، ولم تتركها فاتن حمامة وجمال الليثى حتى أوصلاها لسلم الطائرة، وكانت عينا الفنانة الكبيرة مليئتين بالدموع، فحاول جمال الليثى أن يخفف عنها فبدأ يذكرها بصوانى السمك التى كانت تعدها لهم فى الكابينة، التى اعتادت أن تقضى الصيف فيها بالإسكندرية وذكرياتهم الجميلة.


أما المحطة الأخيرة في حياة فردوس محمد فكانت إصابتها بمرض سرطان الدم، وزادت أعراض المرض وسافرت في أواخر حياتها إلى العاصمة السويدية ستوكهولم من أجل استكمال العلاج اللازم، حتى دخلت في غيبوبة وتوفيت عن عمر يناهز 55عام  في 22 سبتمبر 1961 بعد أن أنهت تصوير فيلم عنتر بن شداد أمام الفنان فريد شوقي والذي تم عرضه في 4 ديسمبر 1961 بعد وفاتها.


كتبت لها الفنانة فاتن حمامة على قبرها: "يا أمي يا فردوس، لقد كنتِ لنا جميعًا فردوسًا وارف الظلال، وسيجزيك الله بما لك من مآثر جنة الفردوس".


سلسلة المرأة في شهر مارس  فردوس محمد


google-playkhamsatmostaqltradent