recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

في حضن الصعيد..دراما لا تنتهي



 في حضن الصعيد..دراما لا تنتهي 

بقلم أحمد شعبان 

كان ولا بد من استهلال مقالي بهذه المقدمة ردًا على أحداث ماضية لم تأخذ وقت وانتهت لعدم أهميتها، فمنذ فترة لا تتجاوز الشهور وقد تطاول أحد الإعلاميين المشهورين على أهل الصعيد، بكلمات لا جدوى منها سوى إثارة للرأي العام وعمل ضجة إعلامية فارغة، وقد ثار الجمهور ضده وضد هذا التصرف، والفعل الغير مهني واللاأخلاقي بالمرة، فالصعيد جزء كبير، لا يستهان به ولا يمكن نسيانه، من حضارة هذا البلد، وقد عُرِف منذ القدم بأصالة أهله، وطيبتهم، وفطرتهم التي لم ولن تتغير فهؤلاء من عرفوا المعنى الحقيقي للأصالة، والجدعنة، والشهامة، فكونك فخورًا بوطنيتك وحبك لمصر لا يختلف عن حبك لهؤلاء الناس وأهل الجنوب.  


هي حالة شاذة ووحيدة ولم تحدث سابقا ولن تتكرر، ومثل هذا الهجوم الشرس الذي شنّه أهل مصر عليه مبرر واضح، وصريح، ورسالة قوية لكل من تسول له نفسه التعدي ولو بالكلام على أهلنا من الصعيد. 


وليس غريبا، أن الصعيد كانت منذ طفولتي هي نبع الدراما الحقيقية والبصمة الدرامية الاجتماعية التي تناقلها وورثها كُتّاب السيناريو عبر السنين الماضية مثل ذئاب الجبل، الضوء الشارد، أدهم الشرقاوي، وغيرها. وحاليًا تم البدء في عرض (برومو) بعض المسلسلات والتي تقع أحداثها في حضن الصعيد مثل نسل الأغراب وموسى وغيرها، فهي حكاية لم تنتهي بعد، وسيظل الصعيد هو فخر لمن ينتمي إليه رغم الحاقدين الجاهلين. 


ولا يقتصر الأمر هنا على هذا العدد الهائل من المسلسلات الدرامية المتنوعة والشيقة بل لايزال هناك المزيد والمزيد من الإبداع الذي يقدمه لنا مؤلفو تلك الأعمال الرائعة.

 

فهذه النوعية من الفن لها أثر رجعي وثري على البيت المصري وخاصة في ظل مجتمع يعيش حياة التحضر والمدنية وعصر التكنولوچيا والتطور السريع، فيلزمنا نوع من الحنين لمشاهدة ما تركناه خلف ظهورنا مع الماضي، فحاضرنا ينقصه التمسك بهؤلاء الناس الطيبين وعدم التخلي عنهم. 


وإن كانت الأحداث الممتعة وتشويقها لنا لمتابعة الحلقات وسلسة الأحداث المتتابعة، إلا أن اللهجة الصعيدية والجلباب والعصا النبوت والديكور الصعيدي الذي يشمل صورة الخيل والجبل والدار أو البيت الريفي بعيدا عن المباني والأبراج الحديثة، صورة مألوفة ولكن لا يمل منها المشاهد لروعتها وحبا في هذا النوع من الدراما،  تشعر وكأن الشخوص التي تؤدي الأدوار هم أنفسهم من أهلك،  ويزيدك حبًا في أهل الصعيد، ولهجتهم الفريدة والتي أعشق سماعها ولا أمل منها أبدًا.  


دراما الصعيد هي السند والحائط الذي يستند عليه السيناريست حين ينقطع حبل أفكاره لكتابة سيناريو جديد فيلجأ إلى ملحمة أو قصة واقعية من قلب الصعيد، ومن المؤكد أنها ستنجح وستحقق مشاهدات رهيبة وذلك لأن المشاهد العربي،وخاصة المصري، يحب هذه النوعية من الحكايات والمشاهد.فلكم منا كل التقدير والاحترام، فأنتم في وطن غالي لا يعرف معنى التفريق، بل والطائفية لا وجود لها من الأساس.


في حضن الصعيد..دراما لا تنتهي


google-playkhamsatmostaqltradent