.. سلسلة المرأة في شهر مارس.. "ماري كوري" ـ الحلقة السابعة عشر ـ
بقلم ـ يسرا عاطف
عندما نسمع عن جائزة نوبل يأتي إلي أذهاننا علي الفور الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي حصل علي جائزة نوبل في الأدب ولكن هل سمعت يوما عن امرأة فازت بهذة الجائزة ليست في مجال واحد بل في مجالين مختلفين هما الفيزياء والكيمياء ؟؟ نعم يوجد فمن هي؟؟؟
ماريا سكلودوسكا :-
ولدت ماري كوري في بولندا عام 1867 كانت اصغر أخواتها نشأت بين أب وأم مثقفين كان والدها مدرس في الرياضيات والفيزياء مما كان له تأثير كبير عليها بينما الأم كانت تدير مدرسة داخلية للفتيات تألقت ماري في دراستها وتفوقت وفي عمرها العاشر توفت والدتها كانت مريضة بالسل مما كان له أثر شديد عليها وتوالت الصدمات علي ماريا إذ فقدت أختها الكبري بعد وفاه والدتها بعامين عانت ماري الكثير بسبب هذا الفقد العظيم ، ألتحقت ماري بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرها أمها وبعدها بمدرسة أخري للبنات وتخرجت منها 1883 ثم انتقلت إلي" وارسو" للتدريس الخاص وكانت الحالة المادية لهم منعدمة بسبب انخراط والديها في مجال العمل الوطني ، وعندما أرادت استكمال دراستها في جامعة وارسو رفضت السلطات الروسية لأنها لم تقبل بالنساء في ذلك الوقت فلجأت ماري وأختها إلي الدراسة في" الجامعة العائمة " .
سميت بهذا الإسم لأنها مؤسسة سرية كانت تتلقي العلم من مواقع مختلفة تهربا من مراقبة السلطات ولهذا السبب ولأن مستوي التعليم في هذة المؤسسات غير مجدي اتفقا علي :-
أن تسافر أختها إلي باريس لدراسة الطب هناك وتقوم ماري بالإنفاق عليها وبعد عامين يتبادلوا الأدوار .
وبناءً على ذلك الاتفاق فقد عملت ماري لمدة خمس سنوات كمُدرّسة ومربية في المنازل حتّى تمكّنت في عام 1891 من السّفر إلى باريس والالتحاق بصفوف جامعة السوربون، وانكبّت ماري على الدراسة بكُلّيتها وعانت أثناء دراستها من بعض المشاكل الصحية نظرًا لقلة التغذية الناجمة عن الفاقة وضيق الحال.
وفي عام 1893 حصلت ماري على شهادة الماجستير في الفيزياء وثابرت على دراستها حتى حصلت في العام التالي على شهادةِ في الرياضيات. في ذلك الوقت بدأت ماري العمل على أبحاث عن الأنواع المختلفة للفولاذ وخصائصه المغناطيسية، وبعد عامين تزوّجت من الفيزيائي الفرنسي بيير كوري
سبب التسمية ماري كوري:-
نسبة إلي زوجها عالم الفيزياء بيبر كوري ترك بيير عمله وانضم إلى زوجته ليساعدها في أبحاثها بخصوص النشاطات الإشعاعية، وبجهودهما الحثيثة اكتشف الزوجان كوري وبيير في عام 1898 عنصرًا مشعًّا جديدًا أسمَوه "البولونيوم" نسبةً إلى بولندا والتي هي الموطن الأصلي لماري. كما أن الزوجان قد اكتشفا مادةً أُخرى مُشعّة وذلك من خلال دراستهما لمعدن مليء بالعناصر المشعة وأطلقوا على هذه المادة اسم "الراديوم".
في عام 1903 حصلت ماري وزوجها بيير على جائزة نوبل في الفيزياء، وهو الأمر الذي أكسب ماري شهرةً واسعة في أنحاء العالم فقد كانت ماري أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، واستخدم الزوجان أموالهما المكتسبة من جائزة نوبل في استكمال أبحاثهما ودراساتهما.
تعرضت ماري لفاجعةٍ مؤلمة حين تُوفّي زوجها بيير في حادث مروّع في عام 1906، وبعد وفاة بيير حلّت محلّه في جامعة السوربون وأصبحت أول امرأة تعمل كبروفيسور في السوربون.
أصبحت ماري أول امرأة تنال جائزتي نوبل في مجالين مختلفين حين حازت في عام 1911 على جائزة نوبل في الكيمياء وذلك لاكتشافها عنصرَي الراديوم والبولونيوم.
أشهر أقاويل ماري كوري:-
** لا يوجد شيء في الحياة يخشي منه هناك فقط ما نجهله علينا أن نفهم أكثر حتى يقل خوفنا.
** كن فضوليا تجاه الأفكار أكثر من فضولك تجاه الأشخاص.
**لقد أدركت أن الطريق تجاه النجاح لم يكن سريعا ولا سهلا
**لا أري ما تم إنجازه ولكن أري ما لم يتم إنجازه .
عرفت ماري كوري بأمانتها ونمط حياتها المعتدل، فبعد أن حصلت على منحة صغيرة عام 1893، ردت قيمتها في أقرب فرصة بدأت فيها كسب المال، أنفقت ماري معظم قيمة جائزة نوبل الأولى الخاصة بها على أصدقائها وطلابها وأسرتها وزملائها في البحث في قرار غير عادي، أمتنعت ماري عمدًا عن تسجيل براءة اختراع فصلها للراديوم، بحيث يمكن للأوساط العلمية إجراء البحوث دون عوائق و أصرت على وهب القيمة النقدية للهدايا والجوائز إلى المؤسسات العلمية التابعة لها كما كانت هي وزوجها عادةً ما يرفضون الجوائز والميداليات. وقد وصفها"" ألبرت أينشتاين"" بأنها ربما كانت الشخص الوحيد الذي لم تفسده شهرته.
وفاه ماري كوري:-
طيلة أيام عملها مع المواد الكيميائية والنظائر المشعة كانت ماري كوري تحمل في جيبها أنابيب اختبار تحوي عناصر مشعّة كالراديوم، إذ لم يكن معروفًا حينها خطورة التعرض لتلك العناصر، اضطرت بعدها ماري لتلقّي العلاج في مصحّة بفرنسا حيث كانت تتعالج من مرض فقر الدم الذي أصابها بسبب التعرض للمواد المشعّة، وتوفّيت ماري كوري في مصحة سانسيليموز بفرنسا في 4 يوليو 1934.
في عام 1995 نُقِل رفات ماري كوري وزوجها إلى البانتيون في باريس حيث يوجد رُفات العديد من عظماء فرنسا، إذ كانت ماري الأولى والوحيدة التي تتلقى هذا التكريم.
**أطلق اسم ماري كوري على العديد من الأماكن حول العالم. أطلق على إحدى محطات مترو باريس اسم محطة بيير وماري كوري تكريمًا لهما.
**سمي مفاعل نووي بحثي في بولندا باسم مفاعل ماري كما سميت كويكب باسم كوري 7000 تكريمًا لها.
**حملت العديد من المؤسسات اسمها، بدءًا من معهدي كوري في وارسو وباريس. إضافة إلى جامعة ماريا كوري في لوبلين التي تأسست عام 1944، وجامعة بيير وماري كوري في باريس، التي أنشئت عام 1971. هناك متحفان خصصا لماري كوري كما أصبح مختبرها في باريس متحف كوري، الذي فتح للجمهور منذ عام 1992.
**لوحة ماري كوري الزجاجية الموجودة في جامعة بافالو في نيويورك.
كانت ماري كوري محورًا للعديد من الأعمال الفنية أبرزها تمثال لها نصب عام 1935 أمام معهد الراديوم في وارسو
**من الكتب التي خلدت سيرتها "مدام كوري" (1938) الذي كتبته ابنتها إيف،1987، كتبت فرانسواز جيرو سيرة ذاتية بعنوان "ماري كوري: حياة" 2005، كتبت باربرا جولدسميث "العبقرية الفريدة: العالم الخاص بماري كوري". 2011، ظهر كتاب آخر عنها للورين ريدنيس بعنوان "النشاط الإشعاعي: ماري وبيير كوري، قصة حب وأحزان".
تم انتاج الفيلم الأمريكي "مدام كوري" الذي رشح لجائزة أوسكار عام 1943، الذي كان يدور حول قصة حياتها. وفي عام 1997، صدر الفيلم الفرنسي "Les Palmes de M. Schutz" عن حياة بيير وماري كوري، المأخوذ عن مسرحية تحمل نفس الاسم، ولعبت فيه إيزابيل أوبير دور ماري كوري.
** كرمت كوري أيضًا بوضع صورتها على الطوابع والعملات المعدنية في أنحاء كثيرة.



