recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مروة السلحدار..أول قبطانة بحرية مصرية وعربية





 مروة السلحدار..أول قبطانة بحرية مصرية وعربية


بقلم :يسرا عاطف
دخلت عالم كان يقتصر على الرجال، لم تهب الأمر ولم تفكر مرتين، شغلها فقط ما تحب ونظرت نحو حلمها وغضت النظر عن كل ما سواه، هي مروة السلحدار، التي أصبحت أول قبطانة بحرية مصرية وعربية أيضًا، وكانت أصغر قبطان يشق مياه قناة السويس الجديدة عند افتتاحها عام 2015، وكذلك اختارتها موسوعة التكامل الاقتصادي العربي/الإفريقي ضمن أفضل 20 امرأة عربية إنجازًا .
كانت طفلة تهوى البحر، وتحب مداعبة أمواجه والسباحة بينها،وحينما كبرت التحقت بكلية يرتبط اسمها بالبحر هي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وانضمت لقسم النقل الدولي لكنها لم تجد نفسها في هذا المجال، بل لفت انتباهها المنهج الذي يدرسه أخيها في قسم الملاحة البحرية، وكان العائق الوحيد بينها وبين التحقها بالقسم أنه مقتصر على الرجال وهي ستصبح البنت الأولى فيه، ولهذا السبب داعب الحلم خيالها فتمسكت بما تريد أكثر، وقدمت طلب انضمام لقسم الملاحة، وتم قبولها لتصبح أول فتاة مصرية تدرس بهذا القسم .
لاقى حلمها دعم كبير من شقيقها ووالدتها، وخوف من والدها بسبب صعوبة المجال لكنه لم يبد اعتراضه لها، وبدأت مروة في اجراءات الانضمام إلى قسم الملاحة، والتي كانت حالة فريدة لدرجة أن طلبها تم رفعه إلى رئيس الأكاديمية للنظر فيه، وبدوره طالب بالبحث في القانون البحري للتحقق من إمكانية إصدار جواز سفر بحري لها، بما أنها الحالة الأولى التي تمر على الأكاديمية، وبعدما تأكد من خلو القانون من الموانع، بدأت رحلة الإختبارات .....
خضعت إلى اختبارات رياضية تخص اللياقة البدنية، وطبية للتأكد من صحة الجسم والقلب، ومقابلات شخصية لمعرفة قدرتها على التحكم والإدارة وتمثيل الأكاديمية والقسم، وبعدماإجتازت كل الإختبارات بنجاح، أنضمت للقسم كأي طالب، فقد طرقت باب الملاحة البحرية وعندما تم السماح لها بالدخول، تركته مفتوحًا للشابات المصريات من بعدها.
بدأت رحلتها الدراسية في القسم كفتاة وحيدة بين 1200 طالب، وواجهت صعوبات في التأقلم خصوصًا في السنة الأولى، لكن تشجيع ودعم من حولها، وقدرتها على الحلم والإيمان بنفسها كأول قبطانة مصرية وعربية، ساعدوها على تخطي الصعاب، وبذلك استطاعت الإندماج وسط دفعتها، وتخرجت عام 2013 في الدفعة رقم 73، ومن بعدها فتح القسم أبوابه أمام شابات من كينيا وجيبوتي ونيجيريا وعدد من المصريات.
بعد تخرجها التحقت مروة بطاقم سفينة "عايدة 4" برتبة ضابط ثان، مفضلة العمل ضمن الأسطول المصري عن التعامل مع الشركات الخاصة. و في وقت حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، تقدمت مروة بطلب للتسجيل ضمن الطاقم الذي سيقود "عايدة 4" في الاحتفالات، تم قبول طلبها واستعدت مع زملائها ببروفات الحفل لمدة 48 ساعة، ويوم الإفتتاح قادت عايدة لتكون أول سفينة تعبر الممر الملاحي الوليد، وتصبح مروة بذلك أصغر وأول قبطانة مصرية تعبر قناة السويس.
وحاليًا مهمتها تدريب طلاب الأكاديمية البحرية حديثي التخرج، وكذلك تعمل بسفينتها على مد الفنارات المصرية في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، بالغاز والمواد اللازمة لتشغيله، ونقل ضباط الفنارات بين الموانئ أيضًا، ورغم أن الرحلات البحرية طويلة ومرهقة، وهي الفتاة الوحيدة بين طاقم من الرجال، استطاعت التأقلم مرة أخرى والعمل مع زملائها كفريق واحد.
تحلم مروة بالحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه، كما ترغب في الزواج وتكوين أسرة، دون أن يعيقها ذلك عن إكمال مسيرتها المهنية الواعدة، كما أنها شغوفة بالغطس وركوب الخيل والرسم، وتهوى الاستماع لموسيقى عمر خيرت بشدة.



google-playkhamsatmostaqltradent