recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حكاياتي الخيامية

 حكاياتي

الخيامية

بقلم كوثر زكي

تغزل بخيوط تتناغم بيد حرفى إبرجي 

إذا كنت من عشاق القاهرة الفاطمية فعليك أن تسير فى ثنايا شوارعها حتى تشعر عند السير فيها بسحر يأخذك إلى  عصر مضي وترك ملامحه المعمارية المحفورة علي أبنيتها القديمة واثناء السير تشاهد يد الخيامى تصنع الخيام برسوماتها الجميلة على المفارش والستائر والخيام  .

والخيامية مصطلح مشتق من كلمة خيام وهو صناعة الأقمشة الملونة التى تستخدم  فى عمل السرادقات عن طريق  التطريز على أقمشة القطن السميك بأستخدام مجموعة من   الألوان الزاهية والخيوط البارزة ، ويعتبر فن الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التى تعلمها ومارسها الأنسان  لصنع مأوى له من القماش بعد أن صنع الكوخ فهو فن أصيل يمتد تاريخه إلى العصر الفرعونى ولكنه أصبح أكثر أزدهارا فى أيام العصر " المملوكى حيث كان العرب الفاتحون يميلون إلى إقامة الخيام للعيش فيها وكان العربى حريصا على أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى من خلال الرسومات والأشكال الملونة المنسوجة فإذا كان لديك شغف  لمعرفة هذا الفن فلتبدأ من بوابة المتولى حتى آخر الغورية مبتدئا من مسجد الصالح طلائع 

وهو عبارة عن شارع ضيق قديم فقدت جدرانها لشهادة ميلادها منذ القدم وهذا الحى الذى يحكى أن "الخيامية "عمرها أكثر من أربعة عشر قرنا  فيرجع تاريخ هذا الشارع منذ عهد الفاطميين وكان يتكون من طابقين وقد كان باب " زويلة " يغلق ليلا ويفتح فى النهار وكان يسمح للتجار بالدخول صباحا لمباشرة أعمالهم وأملكن الورش التى تتواجد فيها الآن كانت قديما إسطبلا للخيول والطابق الذى يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام وقد كان لهؤلاء التجار خيام يستخدمونها فى سفرهم ، وكانوا يعملون على إصلاحها فى ذلك المنطقة ، كما كان يحرص كل منهم أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى فإذا كان تاريخ هذه المهنة يمتد من العصر الفرعونى ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر أزدهرا فى العصر الأسلامى ولاسيما العصر المملوكى فقد كانت ترتبط الخيامية قديما بكسوة الكعبة المزينة بخيوط من الذهب والفضة التى كانت تقوم مصر بتصنيعها  حتى فترة الستينات وإرسالها للحجاز فى موكب مهيب يعرف بأسم " المحمل "

 أما أعتماد الحرفى الخيامى يتم من خلال أجتماع لأهل الصنعة وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامية الجديد فإذا كان على المستوى المطلوب يقيم الحرفى مأدبة أعتماد لجميع الخيامية للأحتفال بأنضمامه للمهنة أما الأن فدخول المهنة يتم بصورة تلقائية بعد تعلمها ومن هنا أستطاع هؤلاء الحرفيون عبر التاريخ الطويل فى هذه المهنةأن يقرنوا هذا الشارع بأسمهم لتحمل أسم " الخيامية " فيعتبر فن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التى تعلمها ومارسها اإنسان لصنع مأوى له من القماش وذلك بعد أن صنع الأكواخ ، وقد تطورت صناعة الخيام منذ عهد الفاطميين ، وقام أساتذة وأسطوات مهنة صناعة الخيام فى مصر بتطوير منتجاتهم وبدأ يصنعها من أقمشة ملونة وتصبح مقصدا للسياح والزائرين من عشاق للتراث والفن الجميل حيث يرتفع السعر الجودة الأقمشة والصناعة اليدوية وليس المطبوعة التى تغزو الأسواق الآن بأرخص الأسعار وعلى الرغم من ذلك فلا يزال الزبائن المحترفون يفضلون المنتج اليدوى مهما غلا ثمنه وتظل الخيمة المرسومة فى شكل آية قرآنية أوستارة أو خددية أو مفرش أو سجادة يدوية هى الأفضل وخاصة خيمة المناسبات السعيدة فى رمضان وخاصة أماكن الذكر والأنشاد التى تسمو داخلها الروح  ويغتسل الجسد مع ذكر الله ومديح الرسول عليه أفضل السلام والخروج من عالم المادة الشقى إلى عالم الملكوت فى رحاب الله وداخل الخيمة التى غزلت جدرانها بيد حرفى إبرجى صمم بخيوط متينة جميلة تتناغم فى الذوق والألوان لتعكس كل هذا لروادها الذين أتوا من كل بقاع الأرض.

google-playkhamsatmostaqltradent