recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حكاياتي قيثارة السماء

الصفحة الرئيسية



 حكاياتي

قيثارة السماء

بقلم كوثر زكي 

أستفتى شيخ الأزهر لتلاوته فى الأذاعة والإمام المراغى فى إذاعة ال بى بى سى .


قال عنه الشيخ الشعرا وى أنه يجمع بين أحكام التلاوة للحصرى وحلاوة الصوت لعبد الباسط والنفس الطويل مع العذوبة لمصطفى أسماعيل ويراه أنيس منصور أن صوته له القدرة على أن يرفعك إلى مستوى الأيات ومعانيها أما عبد الوهاب فكان يصف صوته بإنه ملائكى يأتى من السماء لأول مرة أما الكاتب محمود السعدنى فوصفه بإنه الصوت الممتلئ تصديقا  وإيمانا بما يقرأ                 


تعددت ألقابه فكان منها قيثارة السماء – المعجزة – الروحانى – الربانى –القرآنى – كروان الأذاعة – الصوت الذهبى – الصوت الملائكى – صوت عابد وصوت رحمة وصوت عذب  ويعتبر الشيخ محمد رفعت أشهر من رتل القرآن الكريم فى العصر الحديث  وأول من سجل للأذاعة المصرية هو والشيخ مصطفى أسماعيل فهو منبعا صافيا تعلم منه كبار القراء على مر العصور ولايوجد قارئ للقرآن إلا وأخذ عنه وتعلم منه  فقد أطرب الآذان وزلزل المشاعر والقلوب وخشعت مع هذا الصوت فاستحق هذا اللقب 


 معجزة السماء على الأرض كان الشيخ محمد رفعت من أوائل من أقاموا مدرسة التجويد القرآني فى مصر وكانت طريقة تعليمه تتسم بالتجسيد للمعانى الظاهرة للقرآن الكريم وأمكانية توضيح بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذنه فقط وكيفية التأثر والتأثير على المستمع فكان يسرد الآيات بسلاسة وتدبر وأستشعار  ويقال أنه كان هناك رجلا أمريكيا سمع تسجيلا للشيخ محمد رفعت فمس الإيمان قلبه وسأل عما يسمع وعلم أنه ( القرآن ) كتاب المسلمين وكان ذلك سبب أسلامه .  

   

 ولد الشيخ محمد رفعت فى القاهرة سنة 1882 وعندما بلغ سن سنتين من عمره فقد بصره فألحقه والده إلى أحد الكتاتيب لتعلقه بكتاب الله فحفظ القرآن فى سن الخامسة حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب بالقاهرة ودرس علم القراءات وعندما توفى والده  الذى كان يعمل مأمور قسم شرطة الخليفة  وهو فى التاسعة من عمره  تحمل مسئولية الأسرة على عاتقه فلجأ إلى القرآن يعتصم به ولا يرتزق منه  ولم يمتنع عما وهب نفسه له وتولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحى السيدة زينب سنة 1918 وهو فى سن الخامسة عشرة ففتح الله عليه وذاع صيته وأنتشر صوته عبر الأثير..


عندما أفتتحت الأذاعة سنة 1934 دخل في نفسه الشك من الالتحاق بها  خوفا أن تكون حراما فاستفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدى الظواهرى عن جواز ذلك فأفتى له الشيخ بجوازها فافتتحها بقوله من أول سورة الفتح ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ولما سمعت الأذاعة البريطانية  بى بى سى صوته ارسلت إليه وطلبت منه تسجيل  القرآن ، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين ، فاستفتى الإمام المراغى فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام  فسجل لهم سورة مريم .


كان الشيخ محمد  رفعت رحيما رقيقا  ذا مشاعر جياشا عطوفا على الفقراء والمحتاجين رحم الله هذا الشيخ الجليل الذى نستشعر بصوته القرآن بكل معانيه الكريمة فى هذا الشهر الكريم .


حكاياتي  قيثارة السماء


google-playkhamsatmostaqltradent