حكاياتى.. ياميش رمضان.. الفول السودانى.. مكسرات الغلابة
إذا كنت من أهل المحروسة فلك طبق مكسرات فى وسطه صرة نقود ذهبية؟
قبل بداية شهر رمضان بإيام قليلة تبدأ محلات الياميش فى فرش بضائعها من القمر الدين والبلح والتين والبندق والفستد ق واللوز والعين الجمل فتستشعر مع هذا المشهد أن رمضان على الأبواب و أصبح هذامظهر من مظاهر الشهر الكريم ولكن من أين جاء هذا التقليد وفى أى عصر بدأ ؟ بالطبع لا نعرف سوى طعم المكسرات اللذيذ الذى يداعب قلب ووسط الكنافة لنستعيد معه الطاقة المفقودة على مدار يوم صيام طويل . وكلمة يا ميش دخلت قاموس اللهجة العامية فى عصر الفاطميين ومعناهامكسرات وحلويات وفواكهة مجففة فقد حرص الفاطميين على عادة شراء الياميش فى رمضان وكان الخلفاء الفاطميين يوزعونا الياميش على الفقراء والمحتاجين طوال هذا الشهر الكريم وفى عصر الدولة الفاطمية كان بيع المكسرات فى شهر رجب وشعبان وأصبح الياميش عادة من عادات المصريين فى شهر رمضان وتشيرالمراجع إلى إنه فى غرة رمضان كان الخليفة الفاطمى يهدى جميع الأمراء وغيرهم من أهل المحروسة أطباقا من الحلوى وفى وسط كل طبق من الحلوى صرة بها نقود ذهبية ويقول :الكاتب الكبير جمال الغيطانى أن فى هذا الوقت كانت تنشط الأسواق بقاهرة المعز مثل سوق الشماعين وسوق النحاسين أما سوق السكرية الذى كان يوجد داخل باب زويلة ( بوابة المتولى بالغورية ) فهو يعج بإنواع الياميش وقمر الدين وترجع هذه العادة إلى القرن الثامن الهجرى بمثابة مقر لتجار الشام لبيع الزيوت والصابون والفستق والجوز واللوز والخروب وهى ما تعرف بتجارة المكسرات وأنتقلت تلك التجارة فيما بعد إلى وكالة مطبخ العمال بالجمالية وكانت مخصصة لبيع أصناف من المكسرات وغيرها حيث كان أهل مصر أيام الدولة العثمانية يذهبوا إلى أسواق الحلويات ليشتروا الياميش قبل رمضان . وللياميش فوائد عديدة وهو الجوز ( عين الجمل ) واللوز والفستق وجميعها تحتوى على مواد مغذية وغنية بالبروتينات أما المشمش والقمر الدين والتين المجفف والأرصيا فهى تحتوى على عناصر غذائية غنية بالسكريات والمعادن والألياف.
ففى رمضان يفضل البعض تناولها مع الأطعمة والحلوى والبعض الآخر يتناولها كوجبة منفردة ولكن علينا تناولها بدون أضرار والأستمتاع بمذاقها ويوضح أطباء الصحة العامة وأخصائى أمراض الباطنة والجهاز الهضمى والكبد فيقول : أن هناك فوائد عديدة للمكسرات حيث تقى من العديد من الأمراض من بينها أمراض القلب ولكن يجب تناولها بمقدار معين ويؤكدا أن الأفراط فى تناولها يؤدى إلى الأصابة بالسمنة المفرطة وأنه يفضل تناول الفستق الذى يحمى من مخاطر ضيق الشرايين التاجية ويؤكد أيضا أن المكسرات تخفض نسبة الكوليسترول بالجسم نظرا لأحتوائها على دهون غير مشبعة وهى الدهون المفيدة للجسم والتى يحتاجها الجسم فى عمليته الحيوية وفى نموه تتحول الدهون المفيدة إلى سائل يفعل درجة الحرارة وتجعل غشاء الكبد أكثر ليونة مما يسمح للكوليسترول بالإنتقال بسهولة إلى الكبد وإلى خارج الجسم بعكس الدهون المشبعة كذلك الموجودة فى لحم البقر والزبدة التى تسبب السمنة و إن المواظبة على تناول المكسرات يقى الجسم من الأمراض الخطيرة ومن بينها الشلل الرعاش والسكر وسرطان القولون وأكدت دراسة أمريكية أن تناول المكسرات يحمى من أمراض القلب والشرايين ولكن بشرط عدم مزجها بمواد دهنية حيث يمكن أن تؤثر على القلب والشرايين.
وأظهرت دراسة كندية أن الأحماض الدهنية فى شجرة الجوز قد تساعد على خفض خطر الأصابة بإمراض القلب التاجية لدى الأشخاص المصابين بمرض السكر
أما الفول السودانى الذى أطلق عليه مكسرات الغلابة
والفوائد العديدة للياميش إلا وأن أرتفاع الأسعار جعلت الكثير من الأسر لاتقبل على شراء المكسرات والياميش وأكتفت بشراء الزبيب والجوز الهند وأهمهم الفول السودانى الذى يعتبر مكسرات الغلابة وخاصة أن فوائده تفوق المكسرات .حيث يعتبر مصدر غنى بالطاقة لما يحتوى على الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية والمضادة للأكسدة بالأضافة إلى أنه يقلل الكولسترول السيء ويعمل على زيادة الكولسترول الجيد فى الجسم كما أنه يحتوى على أحماض دهنية آحادية غير مشبعة خاصة حمض الأوليك الذى يمنع الأمراض التاجية ويساعد على النمو السليم للجسم لما به من أحماض أمينية المكونة للبروتينات والأعظم من ذلك إنه يحارب سرطان المعدة بولى الفينول المضاد للأكسدة فلديه القدرة على خفض الإنتاج من النيتروز والأمينات المسرطنة فهو يقى من أمراض القلب وأمراض الأعصاب ومرض الزهايمر والألتهابات باإضافة إلى أنه يقلل من الأصابة بالسكتة الدماغية عن طريق زيادة نسبة إنتاج أكسيد النتريك وإن إحتوائه على فيتامين e يساعد على الحفاظ على سلامة خلايا الأغشية المخاطية والجلد.
