recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

المصالح المشتركة بين الدول ... تداعيات ومفارقات

 المصالح المشتركة بين الدول ... تداعيات ومفارقات

بقلم ا د / عصام محمد عبد القادر سيد

أستاذ المناهج وطرق التدريس

كلية التربية بالقاهرة – جامعة الأزهر

ما الفائدة المرجوة من العلاقات الخارجية على اختلاف تنوعاتها ومجالاتها؟...وما العلاقة بين توطيد العلاقات الخارجية والأمن القومي للدولة؟ ... يشهد العالم المتقدم والنامي على السواء موجة عارمة من التواصل الفعال في شتى المجالات، والحافز من وراء ذلك تعضيد الشراكة في صورتها المعلنة، وفي حقيقة الأمر هناك مصالح مشتركة تقف وراء هذا التعاون، والذي ظهر على الساحة الدولية حتى وإن كان يواجهه بعض الانتقادات من داخل الدولة ذاتها من قبل المعارضين بها، أو من الخارج ممن لهم أجندات معلومة وغير معلومة.

وما ينبغي الإذعان له أن هناك تغيرات في السياسات الخارجية تنتاب كثير من الدول التي تتخذ مواقف مغايرة لما هي عليه؛ نظراً للتداعيات المنوطة بمسألة المصالح على اختلاف مجالاتها، ولا يخفى عن أحد مسألة مهمة وخطيرة، تتمثل في الأمن القومي (الشعور بالأمان بأبعاده المختلفة)، والتي تسعى دول العالم قاطبة إلى امتلاكه، وتعمل جاهدة وفق آليات تعاون مشتركة مع دول الجوار وغير دول الجوار على تحقيقه، سواء بتبادل الخبرات أو في ضوء إجراءات ملموسة على الأرض.

والمتبحر لقضية الأمن القومي وآليات تحقيقه، يجد أنه ليس من قبيل الترف أن تراعي دولة كبيرة مثل مصر مصالح دول الجوار، وهذا بعد استراتيجي يهدف لتثبيت أركان الدولة ويسهم في استقرارها، ويعمل على تنمية مستدامة (مرحلة جني الثمار)، وهو ما يدحض أقوال المغرضين على مختلف انتماءاتهم ومواطنهم من أن الاهتمام بالجوار يعد تدخلاً في شؤون الآخرين، وبالطبع يخالف ذلك عمق الفكرة التي تبلورت بأن المصالح المشتركة تعد من المكملات الأصيلة لمفهوم الأمن القومي.

وإزدواجية الدول المزيفة التي تدعي ما لا تقوم به، تظهر مدى حرصها على مصالحها المشتركة في إطار ضيق تحكمه المادية البحتة وتسعى لتحقيقه بشتى الصور الشرعية وغير الشريعة، وهذا ما يجعلها تسقط في براثن الضلال والانحراف يوماً بعد يوم، كما توضح مواقفها المتباينة تجاه القضايا مدى تدني المبادئ التي تقوم عليها سياستها الخارجية مع كثير من دول الجوار؛ لكن مجريات الأحداث سرعان ما تكشف الأقنعة الخادعة والشعارات الكاذبة، وتظهر بصورة دامغة حرصها على مصالحها الضيقة وفق الاستراتيجية التوسعية التي تتبناها، والتي سرعان ما تتهاوى جراء وعي الشعوب.

وفي ضوء ذلك ينبغي أن تستكمل الدولة المصرية بقيادتها السياسية الرشيدة مسيرة توطيد علاقاتها بدول الجوار، حاملة راية الريادة والقيادة المستحقة تاريخياً ويترجمها الواقع المعاش، ويحتم ذلك مزيداً من الجهود على المستوى الحكومي والشعبي في الدفاع عن مصالح الدولة المصرية، واستغلال كل صور التعاون الدولي على مستوى القارة والقارات الأخرى في تحقيق التنمية المستدامة، بما يلبي احتياجات الشعوب والأفراد، ويحقق لهم الرفاهية، ويؤصل في الوجدان مفهوم الأمن القومي المصري.  

حفظ الله مصر العزيزة وشعبها وقائدها.

google-playkhamsatmostaqltradent