حكاياتي : مقاهي عمرها من عمر المحروسة
بقلم - كوثر زكي
الجزء الثاني
لم تكن المقاهى مجرد مكان لأحتساء المشروبات فحسب بل كانت مسرحا للتنكيت والسخرية من حال الحكومة ففى ميدان الأوبرا كان يوجد مقهى السنترال الذى كان قريب من كازينو صفية حلمى والذى كان جزءا من الكازينوا حيث كان مقهى من طابقين ويعرف بأسم كازينوا الأوبرا فكانت تعقد فيه الندوات الأدبية لنجيب محفوظ كل جمعة أما قهوة ( متاتيا ) فكانت تضم كوكبة من المحدثين والمشاهير الذ ى كانت من خلالهم مرحلة التنوير فى مصر المحروسة وكان مكانها فى ميدان العتبة الخضراء وكان يؤمها جمال الدين الأفغانى والأمام محمد عبده وسعد زغلول وإبراهيم الهلباوى المحامى المشهور وعباس العقاد وإبراهيم المازنى والشيخ فهيم قنديل صاحب جريدة عكاظ التى كانت تصدر فى القاهرة وبالقرب من شارع الموسكى كانت قهوة القزاز وكانوا زبائنها من أهل الريف أما أشهر مقاهى شارع محمد على فكان مقهى التجارة الذى يزيد عمره على 130 سنة
ومازال قائما حتى الأن وكان أشهر رواد هذا المقهى أحد الموسيقيين بجوقة الخديوى إسماعيل الذى شكل فرقة حسب الله وكانت معظم روادها من الفرقة وينتهى شارع محمد على بمقهى الكتبخانة أمام دار الكتب حيث كان يجلس على ذلك المقهى حافظ أبراهيم والشيخ عبد العزيزالبشرى والشيخ حسن الألاتى الذى كان من رواد مقهى المضحكخانة أيضا بالسيدة زينب وكان لدخول هذا المقهى شروط وهى وضع رسالة فى التنكيت و القفشات فإذا حازت عنده قبول ضم مقدمها إلى مجلس النادى بالمقهى وفى نهاية القرن العشرين جمع الشيخ الآلاتى العديد من نوادر المضحكخانة فى كتاب ( المضحكخانة )
