recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

قراءة في ديوان "عرض يومي النمل" للشاعر الدكتور طه النفاض





 قراءة في ديوان "عرض يومي النمل" للشاعر الدكتور طه النفاض 


بقلم الناقد الدكتور: طارق عتريس أبوحطب 

































على سبيل التقديم: 


الشاعر الصادق هو الذي يكتبه الشعر،  وتمليه القصيدة، و يمتزج فكره بوجدانه و تتناغم مفرداته لترسم صورة مغايرة لوجه الواقع الذي يحيط به عبر محاولات جادة و ثرية تهدف إلى ترسيخ قيم المثالية النبيلة وسط ركام من الترهات و الفوضى، و من رحم التجارب الصادقة يأتينا متفردا من بعيد صوت الشاعر المصري الكبير  الدكتور طه النفاض الذي يعتبر أحد الأصوات الشعرية البارزة في محافظة كفرالشيخ و نادي أدب دسوق و الذي استطاع بفكر مستنير و موهبة أصيلة و صور متفردة أن يحجز لنفسه مكانا بارزا على خريطة الإبداع لتفسح له الأصوات الشعرية الميدان لينطلق مغردا وحده في تمكن و اقتدار و موهبة متفردة 






















بين يدي الديوان: 


صدر ديوان" عرض يومي للنمل " عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد فوزه في مسابقة النشر الإقليمي ، و ينتمي الديوان إلى فن الشعر الفصيح و هو تجسيد حي لبعض تجارب الشاعر و إبداعاته الفذة في مجال شعر الفصحى،و يحمل الديوان بين دفتيه خمس عشرة قصيدة، أو إن رمت الدقة فقل خمس عشرة تجربة إيقاعية إبداعية صادقة فريدة كلها من النمط التفعيلي الذي هو أصدق استيعابا لمتطلبات العصر بإيقاعه المتلاحق السريع و قد أجادالشاعر فيه في رسم الخطوط العريضة لتجاربه الشاعرية التي تستحق أن نقف أمامهاطويلا مستكشفين جوانب الريادة و الإبداع فيها




























ففي قصيدة "ثمرة الإسفلت" يقول الشاعر:


في عامه العشرين قبل الموت

يعتزم البقاء و يكره الموتا

عيناه بارزتان تلتقيان

خلف بحيرة

في سدةالمجهول أوغلتا

إصراره الموجود

في لغة الأكابر

يمنح البسطاءأضرحة

وليلا أسودا

و غشاوة فوق العيون

فلا ترى عوجاولاأمتا








في هذا الجزء من القصيدة المفعمة بتناقضات خيالات الشاعر نجده يجعل من الساكن المحبط طريقا معبدا للتغييرنحو الأفضل في محاولة للتمرد الممزوج بالقوة الكامنة متكئا في الوقت ذاته على معجم قرآني يشير من طرف خفي إلى صدق و ترسخ العاطفة الدينية الثابتة لدى الشاعر مستوحيا بعض المفردات الدلالية التي تخدم هدفه و تدعم فكرته.


















ثم نطالعه في قصيدة "عرض يومي للنمل" وهو يقول:


كان الضوءالخافت

في الغرفة

لا يدرك لون الجدران

كانت أركان الشرفة

تتلقى عبق الفئران

والليل يقدم أغنيةوطنية

فالليليحب الأوطان

كان النمل يقدم عرضا

يوميا

بين شقوق الأرض

وبين شروخ الجدران


وهكذا ينساب الشاعر في تجربته مستخدما كل السمات الحداثيةو الصور الرمزية المتلاحقة التي تجسد هذا الواقع الباهت الذي لا تككشفه تلك الألوان الباهتة ثم تأتي هذه الصورةالرمزية الفريدة التي تجسد إيقاع النمل المتداخل بين الشقوق والشروخ لروحي من طرف خفي إلى رتابة التغيير و فقدان الأمل في تحقيقه على أرض الواقع.



















وهكذا يمضي الشاعر المبدع الدكتور طه النفاض محاولا رسم الخطوط العريضة لأبجديات تجاربه الشعرية الزاخرة بسحر الكلمات و طرافة الرؤى والمفردات ليغرد متفردا منطلقا في عوالم الأفق الشعري الفسيح منطلقات مع نسمات الوهج الشعري عازفا ألحان قيثارته الساحرة و مرددا نغماته الإيقاعية المطربة لتدوي صداحة مداعبة خلجات النفوس المتطلعة إلى كل فريد وجميل.


قراءة في ديوان "عرض يومي النمل" للشاعر الدكتور طه النفاض




   لا تنسوا عمل لايك لصفحتنا على الفيسبوك ومتابعة آخر الاخبار على تويتر 

https://www.facebook.com/sadaelomma

https://twitter.com/sadaaluma



قراءة في ديوان "عرض يومي النمل" للشاعر الدكتور طه النفاض
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent