recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

كوثر زكى تكتب: حكاياتي.. لبس العيد




كوثر زكى تكتب: حكاياتي.. لبس العيد

































































من العتبة الخضراء للموسكي

يقترب العيد ويصبح شارع الموسكى والعتبة الخضراء وكأنهما نهرا من البشر ولا يعرف الليل من النهاروليس هناك وقتا للذروة ولا النوم فهو موسم الحصاد بعد الركود معظم شهور العام.        




















          

عند دخول رمضان فى النصف الثانى وأقتراب أيام العيد يعج شارع الموسكى والعتبة الخضراء بالبشر حتى لاتستطيع ان تجد شبرا تضع فيه قدميك هذا المكان الذى تفد إليه الناس من كل مكان فلا يمكن أن تحتاج إلى شئ ولا تجده فى هذه الأسواق ومع إن غالبية زبائنها من الفقراء لأسعارها الرخيصة إلا والأغنياء أيضا يرتادونها لأنها بنصف الثمن عما فى المحلات الراقية أما سوق  (الموسكى ) الشهير فهو نسبةإلى مؤسسه عز الدين موسك ، أحد أمراء السلطان صلاح الدين الأيوبى وهو الذى أنشأ القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكى ويوجد شارع بأسم الأمير مؤسك متفرعا من شارع عبد العزيز تخليدا لمؤسس هذا الحى العريق  ويمتد من حى العتبة الخضراء حتى الجامع الآزهر حيث كان الميدان زمان تغطيه الزينات بألوانها الجميلة أحتفالا بقدوم العيد ويصبح له طعما خاص حيث تتوافد عليه العائلات متوسطة الحال والفقيرة لشراء  حلوى العيد من محلات (الخواجة ويلسن) التى أختفت الآن وظهرت أسماء أخرى فى عالم الحلوى ثم تذهب هذه الأسر لشراء ملابس العيد من الموسكى وسوق الكانتو ومحلات حنفى محمود الشهيرة وكان من المألوف أن ترى بائعا يحمل عمودا طويلا علقت عليه طرابيش للبيع لزوم العيد واللى ما يشترى يتفرج  فى ميدان العتبة الخضراء.

















































   أما فى عام 1850 م كان من علامات هذا الميدان هو قصر طاهر باشا نا ظر الجمارك وهو القصر الذى آلت ملكيته لعباس الأول وكان للقصر عتبة زرقاء سمى الميدان بأسمها ، فقام عباس الأول بهدمها وأقام عتبة خضراء  للقصر لأنه كان يتشائم من اللون الأزرق ويعتبر ميدان العتبة الخضراء من من أشهر ميادين القاهرة وتم تخطيطه بصورته المألوفة الآن  فى عهد الخديوى إسماعيل فكان هذا الميدان يتميز بالخضرة ،وبجواره بركة الأزبكية وبعدما أختفت الأشجار بقى أسم العتبة مجرد.

















  وكان مقهى (متاتيا) فى الميدان فى القرن الثامن عشر ، ملتقى صفوف شباب مصر حول الداعية جمال الدين الأفغانى كما شهد أول سوق مركزى فى مصر للخضر واللحوم والفاكهة  والأسماك على غرار الأسواق التى رآها الخديو إسماعيل فى باريس عندما كان يدرس هناك  فى باريس التى خطط وسط البلد على غرار شارع الشانزليزيه فى فرنسا ولا يبعد عن ميدان العتبة بكثير محلات شيكوريل التى انشئها اليهودى صموئيل شيكوريل خصيصا للطبقة الراقية لشراء أحدث الموديلات لملابس العيد  ولم ينسي شيكوريل الطبقة المتوسطة فأنشأ محلات داود عدس لتجمع بين الذوق وتحفيض الاسعار والكل لابس جديد فى العيد ما أحلها أيام.



كوثر زكى تكتب: حكاياتي.. لبس العيد


google-playkhamsatmostaqltradent