قصيدة ( حيُّ الشيخِ جرَّاحٍ )
بقلم: حازم قطب
متى تأتين أيَّتُها العنيدةْ
لتعطيني مفاتيحَ القصيدةْ؟
فأصنعَ مِنْ ترانيمي خيالًا
ليأخُذَنا لأحلامي المجيدةْ
ونصعدَ عندَ نجماتي ونمضي
كضوءٍ في المداراتِ البعيدةْ
نسيحُ هناكَ في الأفلاكِ عُمْرًا
نُعانقُ في الفضا صورًا فريدةْ
نُسابقُ حُلْمَنا ونهيمُ فَرْحَى
بأحلامٍ نسجناها جديدةْ
هُناكَ مدائنُ الأحلامِ حُبلى
وأطفالُ المدائنِ كم سعيدةْ
فلا صهيونُ دنَّسَها برجسٍ
وأطماعٍ - على أرضي- عديدةْ
وليس هُناك مَنْ يغتالُ داري
ويمنحُها لأجناسٍ طريدةْ
بتدليسِ المحاكمِ كم تمادوا
لنهبِ الدَّارِ في قُدسي الخَرِيدَةْ
بحيِّ الشَّيخِ جرَّاحٍ قُتِلْنا
على مرأى من الأُمَمِ البليدةْ
لذا سأطيرُ نحو سماءِ حُلْمي
فأمْرِيكا اللَّعينةُ كم بعيدةْ
هديلُ حمائمي بالسِّلْمِ يشدو
على أنغامِ آمالي الوليدةْ
طيورُ الحبِّ فوقَ الغُصنِ تَكْرَى
طوالَ اللَّيلِ والدُّنيا رغيدةْ
فلا هَدْمُ المنازلِ مِنْ بغيضٍ
يُفرِّقُها ويترُكُها شريدةْ
ولا الدَّمعاتُ تهمي من يراعي
على الماضي وأمجادي التَّليدةْ
قصورُ الحُكمِ تسمعُ حين يشكو
ضميرُ الشَّعبِ من غدرِ المكيدةْ
جموعُ الشَّعبِ تحيا في أمانٍ
ولا تخشى حكوماتٍ مريدةْ
تُسربلُها بثوبٍ من خنوعٍ
لتَمْتَدِحَ السِّياساتِ الرشيدةْ!
يسيرُ الشَّعبُ يخطو بالأماني
ونحنُ هُنا أمانينا زهيدةْ
نُداري في الحشا ظُلْمًا تفشَّى
ويسجِنُنا لأزمانٍ مديدةْ
يُقيِّدُنا بقيدِ القهرِ دهرًا
بأصفادٍ وأسوارٍ عتيدةْ
ولكنِّي سأهربُ من قيودي
لأصعدَ فوقَ أحلامِ القصيدةْ
سَيَبْزُغُ فجرُ أحلامي قريبًا
فلن تبقى أمانينا وئيدةْ
سيرحلُ كلُّ باغٍ عن دياري
لأنَّ القدسَ في ديني عقيدةْ
