recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الخلافة الراشدة "الجزء الثالث"

الصفحة الرئيسية

 

الخلافة الراشدة "الجزء الثالث"











بقلم : محمـــد الدكـــرورى
















ونكمل الجزء الثالث مع الخلافة الراشدة، وتوقفنا عند أنه كان في المسجد كان الحكم وكانت الخلافة، فكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يصدر أمرا من الأوامر نادى المنادي الصلاة جامعة، ثم يجمع الناس، ثم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأوامر ربه، ولكنهم قالوا نريد فصل للدين عن السياسة، الدين دين والسياسة سياسة، وهم في ذلك أيضا مخطئون، لأن السياسة إذا كانت تعني إدارة البلاد والعباد فإن القرآن جاء خصيصا لإدارة البلاد والعباد، ليسوقهم إلى مرضاة الله تبارك وتعالى وإذا قالوا نريد فصلا عن الدين أو فصل الدين عن السياسة فإن ذلك لا يتماشى مع عقيدتي كمسلم، اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى فى سورة الشورى.

















"وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربى" أي إن أعرض هؤلاء فقل "ذلكم الله ربى" لا مرجعية لي إلا له "عليه توكلت وإليه أنيب" وقال الله عز وجل فى سورة النساء "فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" فإن علامة إيمانك وعلامة إسلامك أن تكون مرجعيتك كتاب الله وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى بعد ذلك "ذلك خير وأحسن تأويلا" والله عز وجل فتح لك باب التوبة بالليل والنهار، وإن الله عز وجل كما أخبر عن نفسه في الحديث القدسي "يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل" فما فصلك وما طردك وما أبعدك.
















ولكن فتح لك باب التوبة، كل ذلك من باب رحمته وعطفه وجوده على عباده، وإن يوما من الأيام ستتغير هذه الأرض، وأقول هذا الكلام إلى الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، ويريدون أن يحكموا هذه الأرض بغير دين الله، نقول لهم إن يوما من الأيام ستتغير هذه الأرض، وتتغير السماوات كما أخبر الله تعالى فى سورة إبراهيم "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار" في هذا اليوم العصيب ينادي الله عز وجل ويقول أنا الملك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ أين الذين يريدون أن يتحكموا في ملكي بغير شرعي؟ في هذه اللحظات العصيبة أتعتقد أن يجيب أحد؟
















لا يجرؤ أحد أن يتكلم خشية وهيبة من الرحمن، فقال تعالى فى سورة طه "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا" ولكن الملك وحده هو الذي يجيب فيقول لمن الملك اليوم؟ هل يستطيع أحد أن يجيب؟ هو يجيب عن نفسه، لله الواحد القهار، فيقول تعالى فى سورة غافر " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب" ويقول سبحانه وتعالى فى سورة النور " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" فلا تغفل عن كلام الله ولا عن شرعه ولا عن دستوره، إن الذين ترضونهم اليوم في هذه الدنيا سوف يغضبون عليكم في الدنيا، وسوف يتبرؤون عنكم أيضا في الآخرة.
















ويناديهم الله يوم القيامة كما جاء فى سورة النحل "أين شركائى الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزى اليوم والسوء على الكافرين" هل ينفعونهم؟ إنهم ما نفعوهم في الدنيا إلا بإرادة الله، وبرضا الله، وبإذنه، فكيف ينفعونهم في الآخرة؟ وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليست السّنة بألا تمطر والسنة المراد بها القحط، ولكن السنة بأن تمطر وتمطر ولا تنبت الأرض شيئا" فالمعنى أنه ليس القحط بألا تمطر السماء، ولكن القحط كل القحط أن تملك أسباب الإنبات ثم لا تنبت الأرض شيئا وذلك لغضب الله على أهل الأرض، فربما تملك مالا ولكنه لا يغني، ربما تملك زوجة ولكنها لا تعفو.
الخلافة الراشدة "الجزء الثالث"
google-playkhamsatmostaqltradent