recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سيف الله المسلول "الجزء الحادى عشر"

الصفحة الرئيسية

سيف الله المسلول "الجزء الحادى عشر"











بقلم: محمد الدكروري















ونكمل الجزء الحادى عشر مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عندما بلغ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في المدينة خبر جائزة خالد للأشعث، فكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح أن يستقدم خالد مقيدا بعمامته، حتى يعلم أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين، فإن زعم أنها من مال المسلمين، فتلك خيانة للأمانة، وإن زعم أنها من ماله، فقد أسرف، وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش، وتحيّر أبو عبيدة، فترك تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب، وأرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح يستدعي خالد بن الوليد من قنسرين، ثم جمع الناس وسأل بلال خالدًا عما إذا كانت جائزته للأشعث من ماله أم من مال المسلمين؟ فأجاب خالد بن الوليد أنها من ماله الخاص، فأعلنت براءته، وقد فاجأ أبو عبيدة خالدا بأن الخليفة قد عزله، وأنه مأمور بالتوجه للمدينة، فذهب خالد بن الوليد للمدينة المنورة.
















للقاء الخليفة عمر بن الخطاب، محتجا على ما اعتبره ظلما، إلا أن عمر أصر على قراره، وكثر اللغط في الأمصار حول عزل الخليفه عمر بن الخطاب، لخالد بن الوليد، فأذاع الخليفة في الأمصار "إني لم أعزل خالدا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة" لما قدم خالد بن الوليد على الخليفة عمر بن الخطاب، قال عمر متمثلا "صنعت فلم يصنع كصنعك صانع، وما يصنع الأقوام فالله يصنع" فأغرمه شيئا، ثم عوضه، وكتب فيه إِلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم وليبصرهم وكانت تلك هي نهاية مسيرة القائد خالد بن الوليد العسكرية الناجحة، وأن هناك إجماع على أن القائد خالد بن الوليد توفي عام واحد وعشرين من الهجرة.
















إلا أنه هناك خلاف على مكان وفاته، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة قولين في وفاته، قول بأنه توفي بحمص وآخر أن وفاته في المدينة وأن الخليفة عمر بن الخطاب حضر جنازته، بينما ذهب أبي زرعة الدمشقي في تاريخه أن وفاته في المدينة، أما ابن عساكر فنقل في كتابه تاريخ دمشق الكبير عدة روايات ترجح وفاته بحمص، واستأنس بقول أبي زرعة الدمشقي في وفاته بالمدينة، ونقل ابن كثير في البداية والنهاية قول الواقدي ومحمد بن سعد بأنه مات بقرية تبعد نحو ميل عن حمص، وكذلك نقل الرأي الآخر في وفاته بالمدينة، ولكنه رجح موته بحمص، كذلك أيّد الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء رأى ابن كثير بترجيح وفاته بحمص ولخالد بن الوليد جامع كبير في حمص، يزعم البعض أن قبره في الجامع.
















وروي أن خالد بن الوليد، قال على فراش موته "لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء" وقد حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن، وكان الخليفة عمر بن الخطاب من أشدهم حزنا، حتى أنه مر بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له ألا تنهاهن؟ فقال "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة على مثله تبكي البواكي" وقد خاض خالد نحو مائة معركة، سواء من المعارك الكبرى أو المناوشات الطفيفة، خلال مسيرته العسكرية، دون أن يهزم، مما جعل منه واحدا من خيرة القادة عبر التاريخ، وينسب إلى خالد العديد من التكتيكات الناجحة التي استخدمها المسلمون.
















في معاركهم الكبرى خلال الفتوحات الإسلامية، وقد اعتمد خالد بن الوليد في معاركه على مهاجمة قادة أعدائه مباشرة، لتوجيه ضربات نفسية لمعنويات أعدائه وجعل صفوفهم تضطرب، كما اعتمد في بعض معاركه على تكتيك الحرب النفسية، مثلما فعل يوم مؤتة عندما أوهم الروم بأن المدد متواصل إليه، وكما كان من انجازاته استخدام أسلوب المناوشات بوحدات صغيرة من الجند في المعارك، لاستنفاد طاقة أعدائه، ومن ثم شن هجمات بفرسانه على الأجنحة، مثلما فعل في معركة الولجة التي استخدم فيها نسخة غير مألوفة من تكتيك الكماشة، حيث كان عادة ما يركز على إبادة قوات أعدائه، بدلا من تحقيق الانتصارات العادية، وقد استخدم القائد خالد بن الوليد التضاريس متى أمكنه ذلك لضمان التفوق الاستراتيجي على أعدائه.
سيف الله المسلول "الجزء الحادى عشر"
google-playkhamsatmostaqltradent