recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أول الخلفاء الراشدين " الجزء الحادى عشر "

الصفحة الرئيسية


 

أول الخلفاء الراشدين " الجزء الحادى عشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الحادى عشر مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند، وبالرغم من المصائب التي حلت بالمسلمين من ارتداد بعض القبائل، وتجهيز عددا كبيرا من الجيوش لمحاربة المرتدين إلا أن أبا بكر الصديق أصر على خروج جيش أسامة بن زيد فى المهمة التى وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ لم يشأ أن يحل لواء عقده الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما أغاث أبو بكر الصديق رضى الله عنه، المحتاج وحقق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، فكان بيت مال المسلمين قبلة للفقراء، ولما توفى أبو بكر الصديق رضى الله عنه، لم يكن في بيت المال إلا درهم واحد، وقد اشتهر أبو بكر الصديق في الجاهلية بصفات عدة، منها العلم بالأنساب، فقد كان عالما من علماء الأنساب وأخبار العرب.

وله في ذلك باع طويل جعله أستاذ الكثير من النسابين كعقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم وغيرهما، وكانت له صفة حببته إلى قلوب العرب، وهي أنه لم يكن يعيب الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره، وقد كان أبو بكر الصديق أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما فيها من خير وشر، وقد رُو أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال "إن أبا بكر أعلمُ قريش بأنسابها" وقد كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، تاجرا، فقال عنه ابن كثير "وكان رجلا تاجرا ذا خُلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته" وقد ارتحل أبو بكر الصديق للتجارة بين البلدان حتى وصل بصرى من أرض الشام، وكان رأس ماله أربعين ألف درهم. 

وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُرف به في الجاهلية، ويروى أن أبا بكر الصديق قد رأى رؤيا عندما كان في الشام، فقصها على بحيرى الراهب، فقال له من أين أنت؟ قال له من مكة، قال من أيها؟ قال من قريش، قال فأي شيء أنت؟ قال تاجر، قال إن صدق الله رؤياك، فإنه يبعث بنبي من قومك، تكون وزيره في حياته، وخليفته بعد موته، فأَسر أبو بكر الصديق ذلك في نفسه، ويقال أن أبا بكر لم يكن يشرب الخمر في الجاهلية، فقد حرمها على نفسه قبل الإسلام، وكان من أعف الناس في الجاهلية، فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها، حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام، وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة، ويدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها صرفها عنه، فقال أبو بكر. 

إن هذا لا يدري ما يصنع، وهو يجد ريحها فحماها، وقد سأل أحد الناس أبا بكر الصديق هل شربت الخمر في الجاهلية؟ فقال أعوذ بالله، فقيل ولمَ؟ قال " كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيعا لعرضه ومروءته" وكما روي أن أبا بكر الصديق لم يسجد لصنم قط، فقد قال أبو بكر في مجمع من الصحابة " ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي، فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي هذه آلهتك الشم العوالي، وخلانى وذهب، فدنوت من الصنم وقلت " إني جائع فأطعمني، فلم يجبني، فقلت له إني عار فاكسني، فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه" ولقد كان إسلام أبي بكر الصديق رضى الله عنه هو وليد رحلة طويلة في البحث عن الدين. 

الذي يراه الحق، والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة ويلبي رغباتها، فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار، فقطع الفيافي والصحاري، والمدن والقرى في الجزيرة العربية، وتنقل من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، واتصل اتصالا وثيقا بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية، وقد حدث أبو بكر الصديق عن ذلك فقال كنت جالسا بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعدا، فمر أمية بن أبي الصلت، فقال كيف أصبحت يا باغي الخير؟ قال بخير، قال وهل وجدت؟ قال لا، فقال أما إن هذا النبي الذي يُنتظر منا أو منكم، يقول أبو بكر الصديق رضى الله عنه، ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث، فخرجت أريد ورقة بن نوفل، وكان كثير النظر إلى السماء كثير همهمة الصدر.


أول الخلفاء الراشدين " الجزء الحادى عشر "


google-playkhamsatmostaqltradent