recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

بُني الإسلام على خمس " الجزء الثانى "

الصفحة الرئيسية


بُني الإسلام على خمس " الجزء الثانى "

إعداد- محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع بُني الإسلام على خمس، وقد توقفنا مع الشرط الثالث لتحقيق المقصد الشرعى من قول لا إله إلا الله، وهو الصدق وهو استقامة الظاهر والباطن على توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعته، فقال سبحانه وتعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه، إلاّ حرّمه الله على النار" وإن ضد الصدق هو النفاق، فهو من أشر الكفر بالله ويعني إبطان الكفر وإظهار الإسلام، وقد قال الله سبحانه وتعالى " إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار" وأما عن الشرط الرابع وهو الإخلاص وهو الابتغاء بلا إله إلا الله والعمل بها وجه الله تعالى وثوابه دون رياء ولا سمعة. 







فقال الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" وقال سبحانه وتعالى أيضا " قل الله أعبد مخلصا له دينى " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو من نفسه " وأيضا فإن للإخلاص قوادح تفسده، ويجب معرفتها واجتنابها، وأما عن القادح الأول فهو الرياء، وهو فعل العبادة أمام الناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، قيل ما الشرك الخفي يا رسول الله، قال الرياء" وأما عن القادح الثاني وهو السمعة، وهي ذكر العبادة والعمل الصالح للناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سمّع سمّع الله به" 








أى من سمّع في الدنيا أسمع الله الناس عيوبه يوم القيامة، والسمعة أخطر من الرياء، لأن الإنسان قد يفعل عبادة ويُخلص فيها ثم يفسدها بالسمعة بعد سنين، وإن الشرط الخامس هو المحبة، وتعني حب الله تعالى وحب ما يحب وكراهية ما يكره، ولقد نعت الله تعالى عباده المؤمنين بأنهم أشد الناس حبا له، فهم لا يتخذون من دونه أندادا كما يفعل غيرهم، فقال تعالى " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله" وإن علامة حب العبد ربّه هو تقديم كل ما يحب الله على ما يحبه هو وتميل إليه نفسه، وبغض جميع ما يُبغض ربّه وإن مالت إليه نفسه، وأما عن الشرط السادس هو القَبول، ويعني أن نقبل بقول "لا إله إلا الله" كما هي دون أدنى تردّد أو تمنع.





ولقد حدثنا الله تعالى في كتابه عن حال الأمم التي استكبرت وردّت كلمة التوحيد متهمة من دعاها إليها بالجنون فقال تعالى فى كتابه الكريم " إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون إننا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحا "قل آمنت بالله ثم استقم" وأما عن الشرط السابع وهو الانقياد، وهو الإذعان لأمر الله تعالى بالرضى المستحق، فقد قال الله تعالى " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له" وقال تعالى أيضا " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى" ومعنى " يسلم وجهه" أى يذعن وهو محسن أى موحد، والعروة الوثقى فسّرها علماء الإسلام بـأنها هى "لا إله إلا الله" وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال. 








" بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه، وقال " يا محمد أخبرني عن الإسلام " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له" الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال " صدقت " فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال" أخبرني عن الإيمان " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال " صدقت " قال " فأخبرني عن الإحسان ".







google-playkhamsatmostaqltradent