recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

دار الأحزان بقلم:مصطفى محمد كبار





بقلم:مصطفى  محمد  كبار

تصابرني السنينُ بمخالبها  الثكلى وتمضي

بتعذيبي  أيا عمراً  سهى  بيومي  العصبِ


أنزفُ  من جراحي  صراخَ  اللومِ  و العتبِ

أكتبُ غضبي بقهرُ  الألمِ من وجعُ المخلبِ


فأهدمُ  بقلمي جدارَ  المستحيلِ و الكوكبِ

و  أزرعُ  في   المستحيلِ  حروفٌ   للنسبِ


و  إني   لا  أرى  جمالَ  النجومِ   بباصرتي

لكني أشكو  من  دمعُ العيونِ  ببعدُ الشهبِِ


فلي سيوفاً  وخناجراً  بجرحي  لا تبرحني

لي   جروحاً   نلتُ  منها   إسمي   و  لقبي


فأنا من أهل  النثر بحزني  و أميرُ  قافيتي

أجمعُ المفرداتُ بدمعي والرموزَ من الكتبِ


فحذاري  يا أيها  القلمُ  من  ثورةُ   الغضبِ

حذاري   من   تناثرُ   الحروفِ  بين  الندبِ


فأنا قصيدةُ الحزنِ  بدنياي  معزولةُ الأسمِ

لا   أدري    ببيتي    و  لا   أدري   بمذهبي


أحملُ فوق كتفي  أثقال  ومواجعُ الرحيلِ

أرقصُ بمرها وجعاً من  شدة الألمِ والتعبِ


أحترقُ  كلحم  الشواءِ  بنيراني  و تكويني 

أذوبُ احتراقاً و ألماً كالرمادِ من بعدُ اللهبِ


أكتبُ من دمعُ الموتِ حزنٌ بصدى القوافي

ولست خبيرٌ  ببحرُ الحرفِ و مناهجُ الأدبِ


فقط   أدونُ   بدفتري   كل   ما  يخاطرني

لأجدُ   لبؤسي    دروبٌ   يكونُ   بهِ  مهربِ


فأنا   أقدمُ   مدينةٍ   سكنتها  ....  الأحزانُ

بنيتها   من  دموعي  و  من  لوعةَ   شغبي


فلا عجبٌٍ  إن  قصدتُ الموتَ  في الرحيلِ

فإني قد تعبتُ من تعددِ الطعناتِ و المقلبِ


كما  تعبتُ  من  ليلٍ  لا تدري  أين  نجومها

ولا تدري  برحيلِ  الطيورِ  من  دارُ  الملعبِ


و قد خضتُ  صراعَ  الحروبِ  مع  الجروحِ

تحملتُ من حد السيوفِِ وجعُ الألمِ  بضربِ


فعدتُ   مهزوماً   من  غضبي  إلى   غضبي

أجرُ  ورائي  كأسُ الخيبةِ  كسقوطِ  الثعلبِ


فإني لا  أشكو  الزمانَ  بنوحي في  المغيبِ

ولا أشهرُ  بسيفي بوجه الليالي  من  عجبي


و إنما  أبكي  على سقوطُ الأيامِ  كالتوابيتِ

 بجحيمُ الرحيلِ  مثل السقوطِ  في  الرسُبِ


فهناك بقيتْ  تتألمُ  ذاكرتي و تبكي بوداعي

أيا  داراً   تخلدتْ   ذكراها  بروحي  و نسَبِ   


و قد شربتُ بدار  غربتي من  كأسَ  أحزاني 

علقمٌ  و  روحي  باتت  بلا  معنى  كالخشبِ


أنوحُ شريدٌ  بمنفاي بصراخي وثقفُ الظنونِ

تمطرُ أشواكها كالبرقِ علي كجمراتُ  الشُهبِ


حزينٌ قلبي يمشي كالبعيرِ بصحراءَ أحلامي

أعوي سراباً كالغيمِ  في الريحِ  كعواءُ الذئبِ


فأنا اسطورةُ  الأحزانِ  و الدموعُ دار عرشي

فلا  مكانَ  لراحتي  أدفنُ   به صراخَ   عتبي


فذدني  جرحاً  يا اللهُ  فمازلتُ  أتحملُ   بعد

مزقني وجعاً  فقد تعوتُ على العذابِ  بنَكبِ


و إني  أنحني  أمام  الموتِ  و أفتحُ   ذراعي

فغدا  القلبُ  شريدٌ  و راحَ   بالموتِِ   مرحبِ


فهاتِ  يا أيتها  الأقدارُ   ما  ملكتِ  من   ألماً

أسقني مر كأسكِ فلم يعد اللومُ نافعٌ بمطلبي


و قد  تحملتُ  من  وجعُ  السنينِ  ما حملتها

الجبالُ فلا غسقٌ يطلُ بوجههِ من فجراًجربِ


و لا  العمرُ  يعودُ  له  ما  هدرَ من أياماً هوتْ

كأوراقُ الشجرِ اليابساتِ تهوي شرقاًو مغربِ


أخوض  في المرايا  معاركُ  الذاتِ مع الشبحِ

فأرجعُ  مكسورٌ  لدمعتي و لا  تحملني  ركبي


في داري مسكنُ الدموعِ  باقيةٌ ودارُ مدمعي

تأسرني   بالبكاءِ  وتكسرني   رَجِمَاتُ  القربِ


أجلسُ  وحيداً  بهزيمتي  أجمعُ  مرُ خسارتي

والأيامُ  تلعبُ بجرحي في اللهوِ و في اللعبِ


ألملمُ من حولي أحزانُ الأيامِ و أطفو بدمعي

على بحرَ الحزنِ أتوهُ كغريباً بدروبُ المسَربِ


فساقطاتٌ  كل أنجمِ و المحنُ  ترجمها للنوى 

مآذنٌ تكبرُ للسماءِ وجراحاً تغدو  بي مداعبِ


يا رحمة  السماء أتبخلينَ عن من أبكاهُ الدهرُ

و القلبُ  كان  من الطيباتِ بثراهُ  غدا راسبِ


الدمعُ  ينزفُ جراحهُ  ببحورَ  الأحزانِ  سراباً  

اغضبْ  كالرعدِ و اصرخُ كمطراً بين السحبِ


زلزل  كيانَ القلبِ يا أيها الدمعُ و فجر عرشَ

الأحلامِ  مزق وجهِ المرايا مع اليوم الشاحبِ


ففي  الصراخِ  راحةٌ من  بعد  النوحِ  و اللومِ 

و مرُ  الكأسات  ساقيةٌ مرها و شربُ  الكربِ


العمرُ وقد مضى بيومهِ ذليلاً و الجرحُ صارمٌ

أجولُ  بمتاهاتُ  الدنيا بكسرتي أنوحُ غضبي


لا  الأقدارُ  سامحتني و لا السماءُ قد  رحمتْ

الجرحُ غواني  والروحُ مازالَ يصارعُ بالحربِ


أنزفُ بجراحي  بين الأيامِ و أسلو  بصرخاتِ 

الألمِ كساحرُ الموتِ يرقصُ من الألمِ  بالطربِ


لا الدهرُ عني  تباعدَ بلعنتهِ و لا الحياةُ تحلتْ

بدارها نعِمٌ فالموتُ راحَ بالعمرِ يرمي و يغلبِ

google-playkhamsatmostaqltradent