بقلم:هادي صابر عبيد
لو نطقَ لِسانُكِ بِكلمة حبيب
أكونُ عندكِ بسرعة الشهاب
لو اجتمعت رقاب العالمين
لم تمنعني إليكِ من الذهاب
لا تخشي أن تُربطُ ألسنتنا
عيونُنا تتكلمُ وقلوبُنا تُجيب
لم يعُد ينفعُ ستائر العيب
وما نفعَ اللوُمُ بالفُراق العذاب
ما أخافني الموتُ فدى الحبيب
وما مات أمريءٍ دون أسباب
ما أراح الميتُ إلا حُضن التُراب
وما أراح مُتيمٌ إلا حُضن الحبيب
حُب القلوب لا يوازيها حُب
يتداعى لها الجسدُ يُبتلى بالعذاب
.
شهدُ النساء كماء البحار مالحٌ
وليس لي بالدُنيا عن شهدُكِ يُناب
إلى أين يذهبَ عطشى الهوى
إذا بات حرامٌ عليهِ شهد الحبيب
تموت البشر مرةً وتُدفنُ في التُراب
يموتُ العاشِق ويبقى بالحياة عذاب
ويا نسيم الريح مُداوي القلوب
ألا تحملَ لقلبي بلسما من شهد الحبيب
لو لامسَ شهدها مبسمي عبر النسيم
لشُفيت عِللُ قلبي وكنت لي طبيب
أسيرُ البِراح تقطعت بي الدروب
عِشقَها وسواسٌ يحمِلُني العذاب
ما حمل القلبُ عشقَ غيرها
فكيف يحيى القلبُ دون حبيب
عيوني كسحابة في فصل الشتاء
إذا أفرغت سحابةً تردُفها سحاب
الخدودُ واديين تُسعِفُ الرضاب
ثلاثون عاما لفُراقُكِ والعيونُ نِداب