recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

خطيب المسجد النبوي: لا تغتروا بطول الأمل ولا تركنوا إلى الدنيا


خطيب المسجد النبوي: لا تغتروا بطول الأمل ولا تركنوا إلى الدنيا
قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي تقوى الله عز وجل، وألا تغتروا بطول الأمل ونسيان الأجل ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها دار زوال وفناء وفتنة وابتلاء والآخرة هي دار الخلود والجزاء.

واستشهد «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال تعالى : « كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» الآية 185 من سورة آل عمران.

وأوضح أن الجو يتغير من حال إلى حال وتتقلب الأيام والليال والفصول تمضي على التوال فمن شدة البرد إلى شدة الحر إلى الاستواء والاعتدال فلله الحكمة البالغة وكل شيء عنده بمقدار، مدللا بما قال تعالى: « إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» الآية 164 من سورة البقرة.
وأشار إلى أن حرارة الصيف الملتهبة ولفحات السموم المحرقة لأعظم نذير زائر وأبلغ وأعظ زاجر من عذاب الله من جهنم نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة وترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر ، منوهًا بأن ما نعانيه من لفح ولهيب الصيف وشدة الحر والعواصف المثيرة للأتربة أمر يستدعي تذكر حال الضعفاء والعجزة الذين يعانون منها ولا حيلة لهم.

وأضاف قائلاً: فارحموا ضعفهم وعجزهم وسدوا حاجتهم وواسوهم وأعينوهم وتعاهدوهم فإنما ترحمون وتنصرون بضعفائكم نفسوا الكرب والهموم وفرجوا الأحزان والغموم ، مؤكدًا على ضرورة حمد الله على آلائه ونعمه وشكره على فضله وكرمه فهو الذي أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال تعالى : « وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا» الآية 18 من سورة النحل.

وحذّر من أعظم السيئات، وهو الشرك بالله، وذلك بأن يتخذ العبد مخلوقاً يدعوه ويرجوه ويتوكل عليه ويستعين به ويستغيث به ويرفع إليه المطالب والحاجات، ويرغب إليه في الرزق والنصر، وكشف الشدائد والكربات؛ فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى إلا بالتوبة؛ لقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا».

وأشار إلى أن من أعظم الأصول التي حث عليها الدين الإسلامي الحرص على الاجتماع والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف والدعوة إلى إحلال الأمن والاستقرار والسلام والسماحة والمصالحة وتحقيق كرامة الإنسان والنأي به عن الصراعات والنزاعات، مباركا جهود المملكة في رعايتها للمؤتمر الاسلامي لإحلال السلام والامن والاستقرار في أفغانستان في رحاب مكة المكرمة بحضور كوكبة من علماء الدين من أفغانستان وباكستان، منوهًا بأن ما صدر عن هذا المؤتمر من إعلان البيان الختامي، يبشر بخير كثير، سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء على هذه الجهود العظيمة المباركة.
google-playkhamsatmostaqltradent