recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم " الجزء الثالث"







 

 التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم " الجزء الثالث"


 

 

كتب- محمــــد الدكــــرورى





ونكمل الجزء الثالث مع التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم، ومن آياته سبحانه وتعالى هو ما بث في السماوات والأرض من دابة، ففي السماء ملائكة لا يحصيهم إلا الله تعالى، فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى" رواه الترمذى، وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال "إن البيت المعمور الذي فوق السماء السابعة يطوف به كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة" وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه قال "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة"



















وفي الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا يحصى أجناسه فضلا عن أنواعه وأفراده فانظروا أولا كم على هذه الأرض من البشر من بني آدم، ليسوا بالآلاف ولا حتى بالملايين، بل بالمليارات آلاف الملايين، ومع ذلك فألسنتهم وألوانهم مختلفة فلا تجد شخصين متشابهين من جميع الوجوه كما قال تعالى فى سورة الروم "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" ويقول ابن كثير رحمه الله " فجميع أهل الأرض بل أهل الدنيا منذ أن خلق الله آدم إلى قيام الساعة، كل له عينان وحاجبان وأنف وجبين وفم وخدان، وليس يشبه واحد منهم الآخر بل لابد أن يفارقه بشيء من السمت أو الهيئة أو الكلام ظاهرا كان أو خفيا يظهر بالتأمل.

























ولو توافق جماعة في صفة من جمال أو قبح لابد من فارق بين كل منهم وبين الآخر" ثم انظر ما على هذه الأرض من أصناف الحيوانات التي لا يحصيها إلا الله تعالى، فكم على اليابسة فقط من أصناف هذه الحيوانات؟ وكم في هذه البحار والمحيطات من أصناف الحيوانات؟ وهي مع ذلك مختلفة الأجناس والأشكال والأحوال فمنها النافع للعباد الذي يعرفون به كمال نعمة الله عليهم ومنها الضار الذي يعرف به الإنسان قدر نفسه وضعفه أمام خلق الله، وهذه الدواب المنتشرة في البراري والبحار تسبح بحمد الله وتقدس له وتشهد بتوحيده وربوبيته، فقال تعالى فى سورة الإسراء "تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
























وكل دابة من هذه الدواب وكل صنف من هذه الحيوانات خلق لحكمة بالغة فلم يخلق شيء من هذا الكون عبثا قطعا، فقال تعالى " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار" وقد تكفل الله برزق هذه الدواب ويعلم مستقرها ومستودعها، فقال تعالى فى سورة هود "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" وقال تعالي فى سورة غافر "الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء" فلولا هذه الجاذبية التي تربطنا بالأرض لطرنا عن ظهرها وانتثرنا انتثارا نحن وبيوتنا ومن آياته سبحانه هذه الرياح اللطيفة التي يرسلها الله تعالى فتحمل السحب الثقيلة المحملة بالمياه الكثيرة.
























ويسوق الله هذا السحاب ثم يؤلف بينه فيجمعه حتى يتراكم كالجبال فيحجب نور الشمس لكثافته وتظلم الأرض من سواده وتراكمه وتراه يتجمع وينضم بعضه إلى بعض سريع بإذن الله وإذا شاء أن يفرقه سريعا أصبحت السماء صحوا وفي ذلك أعظم الدلالة على عظمة خالقها ومصرفها ومدبرها ولذلك فقد أقسم سبحانه وهو سبحانه إذا أقسم بشيء من مخلوقاته دل ذلك على عظمة المقسم به كما قال سبحانه " والذاريات ذروا" ومعنى الذاريات أي الرياح "فالحاملات وقرا" أى السحاب التي تحمل وقرها من الماء، وهذه الرياح وهذا السحاب مسخر بأمر الله تعالى لا يتجاوز ما أمره به خالقه ومنشئه سبحانه وتعالى.














google-playkhamsatmostaqltradent