recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الصدق وسيلة إلى الرضا" الجزء الثانى" إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 الصدق وسيلة إلى الرضا" الجزء الثانى"


الصدق وسيلة إلى الرضا" الجزء الثانى"  إعداد / محمـــد الدكـــرورى



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثانى مع الصدق وسيلة إلى الرضا، وإن الله سبحانه يقلب الأحوال على عباده، ولذلك فإنه ينبغي على العبد إذا صار في حال الاضطراب، والأمر المريج أن يفزع إلى ربه، فإذا اغتنى لم يلجأ إلى الله، وهكذا تقلب الأحوال بالناس، وأنت تسمع على مر الأخبار في العالم اليوم أناس كانوا في قمة الثراء، فصاروا مفلسين، وكذلك فقدان للوظائف يسمع الواحد ويضطرب، فمن الذى يُفزع إليه؟ عيادات نفسية؟ إلى المحللين؟ إلى الخبراء؟ إلى الشاشات؟ إلى من؟ إلى الله سبحانه وتعالى، وإن من العجب العجاب ما يحدث لبعض الناس إذا أصابتهم مصائب، وسنرى فعل هؤلاء، وكيف يكون موقف المؤمن وهو يقارن أفعالهم راجعا إلى الكتاب والسنة؟ ولما تتعلق النفوس بالأموال أكثر من الواحد المتعال معناها أنه يوجد خلل ولذلك إذا حدث مثل هذا الحدث، فإن الهلع، والاكتئاب، والتحسر هذا شيء متوقع جداً، لماذا؟ لأن المال عندهم هو كل شيء فمستعد الواحد منهم إذا خسر ماله أن ينتحر لأنه عند نفسه ماذا بقي له من الدنيا؟ 


ولكن المؤمن بقى له إيمانه، بقيت له صلته بالله، بقى له رفع اليدين بالدعاء لربه، بقيت له صلاته، بقى له صيامه، بقى له ذكره وتلاوته لكتاب الله، بقيت له الأخوة في الله، بقيت له الدعوة إلى الله، بقى له بر الوالدين، بقي له صلة الرحم، بقي له حسن الخُلق، والمعاملة بالحسنى، بقيت للمؤمن أشياء كثيرة ولو خسر ماله، لكن أهل الهلع، والذين تعلقت نفوسهم بالمال إلى الحد الأقصى، إذا خسر ماله ماذا بقي له؟ لا شيء، ولذلك يقدم على الانتحار، فهم طبيعة الدنيا، ولماذا نحن نعيش فيها؟ في ظل الأزمة في غاية الأهمية، فهناك عجائب ستحدث في العالم، وهنالك أمور كثيرة، ونحن لا ندرى ماذا بعد هذه التحولات، ولذلك لا حل إلا باللجوء إلى الله، سلم أمرك لربك، وفوض إليه سبحانه، التوكل تفويض، والإنسان إذا حوصر، وإذا أصابه الكرب، وإذا أصابته الشدة " وأفوض أمرى إلى الله " وهذا شعار المسلم، توكلت عليه ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب، فإن ضعف الإيمان سبب لعدم تحمل الأزمات.


وإن اجتمعوا لا حديث سوى التحسر على أموالهم التي تبخرت بعد أن فقدوا أكثر من ستين بالمائة من مدخراتهم في بعض البلدان، ولاحظ أحد أطباء مستشفى كذا أن حالات أمراض الضغط والسكر ارتفعت بمعدل ثلاثين في المائة منذ بدء الانهيار" ثلاثين الثلث، والثلث كثير، لماذا لا نتحمل الصدمات؟ إنه ضعف الإيمان بالله؟ وضعف الإيمان بالقضاء والقدر؟ وضعف الإيمان بقوله ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك؟ وضعف الإيمان بقوله صلى الله عليه وسلم " لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك؟ وضعف الإيمان بقوله صلى الله عليه وسلم "رفعت الأقلام وجفت الصحف؟ ويتداول المستثمرون حكاية شخص توفي بسكتة قلبية أصابته بعد أن فقد خمسين مليون كذا في أسواق الأسهم المحلية والعالمية، وآخرين أصيبوا بجلطات دماغية، ويتلقون العلاج" واضح جدا أن الأزمة. 


كشفت الخلل في الإيمان بالقضاء والقدر لذلك صار الوارد قوى، والجسد ضعيف لم يتحمل، والوارد قوى والقلب ضعيف فانهار، فالنتيجة صارت جلطة، سكتة، اكتئاب، انهيار نفسى، ويجب علينا أن نعلم أن قرّاء الكف والدجالين والمشعوذين والمحللين لا يغنون عنهم شيئا، قالوا وأخطؤوا، وقالوا وكذبوا، بدل من اللجوء إلى الله يتم اللجوء إلى الأبراج وإلى قرّاء الكف، وإلى العرافين، فمن الذى يعلم الغيب؟ هل العرّاف يعلم الغيب؟ أم هذا قارئ الطالع يعرف الغيب؟ أم هذا الموقع الذي فيه أبراجك، كل ذلك كلام فارغ، هو أصلا القائم على الموقع هذا هو الذي أنشأه، وألفه، وكتبه من عنده، هو الذى صفه أمامهم، ثم لم يخجل فلان الموظف من الإفصاح بأنه لا يراقب الأسواق العالمية، ولا أخبار الشاشات، وإنما يعتمد على قراءة برجه في اليوم التالي ليتخذ قراره بالبيع أو الشراء، ويعني أننا عدنا إلى الجاهلية الأولى، وصارت القضية بالرغم من التقدم التقني هذا كله خبط عشواء، وهي مشكلة البشرية الشرك والإخلال بالتوحيد.


وآخرون فيما يتقاذف البشر حول العالم التهم، والأسئلة، والتحليلات عن الأسباب الحقيقة وراء النكسات، والكوارث الأخيرة، يقوم أحدهم ليقول"إن السبب فيما حصل الهيجان الشمسي" سبحان الله رجعنا إلى قضية تأثير الكواكب في الأرض، واعتقاد أن النجوم، والشمس، والقمر تؤثر، وتفقر، وتغني، ما هذا؟ إلى هذه الدرجة إذا صارت مثل هذه الأزمة يفقد الناس التوحيد، والتعلق بالله، وعلوم القرآن والسنة، والقواعد الأساسية، والثوابت الشرعية وهذا لا يستطيع الصمود، فينهار ويموت، أو يكتئب وينتحر، وهذا يفزع إلى العرافين والكهان، وقد قال أبو سليمان الدارانى "من كان الصدق وسيلته كان الرضا من الله جائزته" والصدق في الإيمان هو كمال الإخلاص لله، وكمال الانقياد لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون شعاره في الحياة، كما قال الله تعالى، وكما جاء فى سورة الإسراء " وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا "


google-playkhamsatmostaqltradent