recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

دمع من نوع آخر بقلم:مصطفى محمد كبار

 

بقلم:مصطفى محمد كبار

كم  تمنيتُ   لو  كان  الغيمُ   يحملني   للبعيدِ   

لأطوفَ  بوحدتي  تقاليد  السماءِ  و  يرسمني


كمصرعِ طائراً  تائهاً  بين صدى الريح  و غدا

ذكراهُ يعتليني  بمر  الكأسِ للضياعِ  يسكبني


كم   تمنيتُ  لو ألبسني  جناحينِ  من  الريش 

والعيدُ زرعني بسمةٌ بشفاهِ  الصباحِ  لتبشرني


بدروبٍ  تشرقُ  بمساربها نور الشمسِ و تمحو

من حياتي ظلامَ  و ليالُ  الرحيلِ التي تتعبني


جرحاً  أسافرُ  بأثقالُ  الهمومِ   بين   المداراتِ   

كي  أهربَ من ضجري و اليوم الذي  يكسرني         


أسيرُ   بحلمي  المكسور   بين  أسطرَ   الليالي

أتسلقُ    وجه   الظلامِ    و  الريحُ    يسقطني


فأنوحُ بكارثتي  للذئابِ  و أرمي  بجسدي في

الهلاك  فعسى كأسُ الثملِ  من الهلاكِ يحررني


أخوض ثوب هزيمتي  برداء الأحزانِ  و أسهو

على  دروب  غربتي  و  دمعُ  الفراقِ   يعذبني


فأنا   كسيفُ  السرابِ    أصارعُ   ثوب   الغبارِ

مع الأيامِ  و أتوجعُ  من الجرحُ   الذي  يقتلني


فأمشي  للوراء  و  وجهي  شاحبٌ  من  الردى

أطوفُ  بنار موكب جنازتي  و الكفنُ  يخنقني


لا  سبيلَ   للظلم  الأقدارِ    إلا   لحم   جسدي

لا مكان  لحد الرمحِ  إلا  قلبي  الذي  يوجعني


دارُ  الرحيلِ   يأسرني   بين  وحشة   جدرانها

لا ثقبٌ  بالجدارِ  منهُ النورُ  المشتهى  يفرحني


ولا من طائراً  يدقُ  بابِ  ذاكرتي لكي  أصحو

من موتي العميق فدارُ  الموتِ بحزنهِ  يأسرني


على جدارن  الكآبةِ  كتبتُ  قصائدي و رسمتُ 

من صدى  المكان  حلماً  من  سراباً  لتصبرني


أعوي كالشبحِ  بوحدتي دون  أن  يراني  أحدٌ

و أشتكي  طويلاً  من  ظلي  الذي  لا  يدفئني


تتقاسمني   السنينُ  بلعنة  الأقدارِ    و  تمضي 

الروحُ  بموكب  القتيلِ  بالوداعُ  الذي  يسلبني


بمدافن  الحياةِ لي كانت ذكرى ولادتي  الإولى

يوم تهاوت  السماءُ في النوى و الظلمُ  قيدني


و دعا  عليَ  يوم  النوكِ  و الشرك ُ  قد  رماني

أعومُ الأوجاعَ  دهرا ولا من صاحبٍ  يخرجني


فأبكي مع  الحجر  على طريق  السفرِ  لوحدي

أتوجعُ من ظلم الدهر الذي من عمري يسرقني


و لا  من   غرابٌ   مدَ  بيديهِ  و  سعى  للنجاةِ

بطيبِ  لا الصبحُ  غواني  و لا المطرُ  ساعدني 


و لا الريحُ  مضى  بأشرعتَ  سفني  مع  الموج

فالبحرُ  قادني بجنون الأمواج  و راحَ  يغرقني


حتى حسبتُ  نفسي  مثل تابوتاً  يرمي بالدمعِ 

للعناوينِ  فأرتمِ  بحضن الأموج التي  تتقاذفني 


فكم  تمنيتُ أن  تلقاني  شطآن  البعيدة  لأحيا

وكم تمنيتُ أن تلقاني طيبَ القلوبُ وتحضنني


أسيرُ  محطمُ  الأقدامِ  بصحراء  الدنيا  كالبعيرِ

لاأقوى على المسيرِ فقط غضبُ الريحِ  تدفعني


هي  دروب  الخذلانِ    التي  دائماً   أنا  أسلكها

لا  أدري  ما الذي  كان  معي  بسفري  و أهلكني


تمزقني  الديارُ  كلما  أنزلتُ  بها حقائبُ الرحيلِ

ففي  الرحيلِ  نارٌ   منذ  البعيدِ  لهيبه  يحرقني


تغرسني  سيوف  الحاقدينَ و تغتالني  الرسوبُ

فأنا  عارٌ  على السماءِ بلعنتي ولا  أحدٌ  يشبهني


غريبٌ  عن  مكاني   أجولُ   مكارمُ   الخيبةِ  و

أغدو  بمناهج  الأحزانِ  بحياتي  فمن  يلملمني


و أنا  قد  تناثرت   أجزاء  جسدي  على   دروب

الوداعِ  أيا من خلقني من الطينِ  كيف  تبرحني


و أنا سكبتُ  الغيم  دمعاً  و أحرقتُ  كل دروبي

فلا  روحاً  بقيت  لتحيا  مدامَ القدرُ  لا يرحمني


أتمددُ    على  جراحي    في   أحلامي   القاحلة

و لا  من  قلباً يرحم   و لا  ضميرٌ   حيٌ  ينقذني


الدهرُ  تكالبت  به  كل  أيامي  و  سنيني  و راحَ

يقطعني ذاكَ  الدمعُ  الذي  بكلَ خطاي  يسبقني


فأرتمِ  بأحضان  زوبعة  الأشباحِ   بطيبَ  روحي

و أتألمُ  دائماً بخسارتي مع الأيام  مرُها  تشنقني


لا الزمنُ  أطلقَ حريتي لأنجو ولا المكانُ أرضاني

فالقدرُ ساقني بكأس الدموعِ  التي بقيت تدفنني

google-playkhamsatmostaqltradent