recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

كل نفس بما كسبت " الجزء الثامن"






 

 كل نفس بما كسبت " الجزء الثامن"





كتب- محمـــد الدكـــرورى


























ونكمل الجزء الثامن مع كل نفس بما كسبت، وإن من صور صدق الإيمان هو الحرص على تطبيق شرع الله تعالى وحدوده وتطبيق الشريعة الربانية وحدود الله تعالى، ولو كان على أحب الناس إليك وأقربهم إلى قلبك دون تردد، ولا اعتراض بحجة اختلاف العصر، ووجود حدود زاجرة أرحم بالإنسان وآدميته كالحبس في السجون أو ما أشبه دليل على قوة إيمانك، وصدق محبتك لله تعالى ورسوله ولهذا عندما أراد أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع للمرأة المخزومية التي سرقت، ردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا تردد، وهو الحِبّ ابن الحِبّ، وقال له صلى الله عليه وسلم" أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب، ثم قال " إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمةَ بنت محمد سرقت، لقطعت يدها" ولا يغيب عن فطنة المسلم الموحد أن فاطمة رضي الله عنها أم الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة.




























































وزوجة علي بن طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذى قال له صلى الله عليه وسلم " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" وهي سيدة نساء أهل الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها " يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة" ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للناس ردا على شفاعة أسامة بن زيد رضي الله عنهما في حد من حدود الله تعالى " لو سرقت، لقطع يدها" وهو أبوها، وتأمل كلام من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فيقول " لقطعت يدها" ولم يقل لأمرت بقطع يدها، فظاهره هو الذي يباشر قطعها بنفسه لو سرقت، فمَن منا يطيق هذا؟ وهذا ما يفعله صدق الإيمان في القلب، الذي يؤيده عمل الجوارح، وإن من صور صدق الإيمان هو الإحسان إلى الجار، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه"















































" ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت" وإن هناك ثلاث صور من صور صدق الإيمان في القلب لمن عمل بها حقا، ونكتفي كمثال ببيان الصورة الأولى، وهى " مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذى جاره" فأذى الجار حاصل في زماننا هذا بين الكثير ممن يدعي الإيمان فالغالب بين الجار المسلم وجاره إلا من رحم ربي إن رأى منه حسنة كتمها، وإن رأى منه سيئة أذاعها ليفضحه بها بين الناس شماتة فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر في حديث آخر نافيا صحة الإيمان عمن يؤذي جاره، فيقول " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل ومن يا رسول الله؟ قال "الذي لا يأمن جاره بوائقَه" فهل بعد كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلام يقال، وكيف يتبع من يدعي الإيمان الهوى وهو يصد عن الحق ويؤذي جاره والحق أحق أن يتبع؟ وبعد أن أدركنا هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان الصادق بما طرحنا من أمثلة على سبيل المثال، وعلمنا حقيقة الداء، وهو الاكتفاء بالنطق باللسان دون يقين.

















































وصدق في الإيمان الذي يدل عليه الاستقامة على الطريق المستقيم والالتزام بتعاليم الشريعة الربانية، وفي يقيني أن العبد منا لن يستشعر حقيقة عبوديته لله تعالى إلا إذا صدق في عزمه على المضي قدما في طريق الترقي والسمو في الإيمان الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو قطعا ليس طريقا هينا مفروشا بالورود، بل طريق شاق ومرهق يخالف الهوى والنفس الأمّارة بالسوء، فإني أوصيكم وإياى بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، واعلموا أن من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاد الله آمنا، ومن ضيّع التقوى وأهمل أمرها، تغشّته في العقبى فنون الندامة، ألا أحضروا قلوبكم لتكونوا من الصادقين فإن الصدق وصف عظيم تقوم التقوى عليه، فهو أساسها وقوامها الذي به تتحقق ولا تقوى لغير مَن صدق، ولا تقوى إلا بالصدقِ مع مَن خلق، والصدق أن تجتمع قوى الظاهر والباطن على المقصود من غير ما غش ولا كذب ولا خداع ولا حيلة.














































ولا شيء من الكدورات التى تصيب القلوب فيصير منها الكذب، فليس يختص بالأقوال والأخبار بل الصدق في الأقوال، والصدق في الأعمال، والصدق في الأحوال، والصدق في الصلاة، والصدق في الصيام، والصدق في الصدقة، والصدق في البيع والشراء، والصدق في أنواع المعاملة، والصدق في معاشرة الأهل، والصدق في الجوار، والصدق في أداء حقوق الأرحام، والصدق يأتي في كل شيء، وصاحبه هو المقبول عند الله عز وجل، ولقد حدثنا صاحب الرسالة وأمرنا أن نستمسك بحبل الصدق وهو أصدق الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ظاهرا وباطنا، مقالا وفعالا وأحوالا ومقاصد ونيات، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ولقد شهره الله بين قومه على ظهر هذه الأرضِ من أيامِ نشأته وقبل نزول الوحيِ عليه بالصادق الأمين، فسمّوه الصادق الأمين، وقالوا ما جرّبنا عليك كذبا قط، صلى الله عليه وسلم، فهو أصدق الخلقِ أجمعين، فأمرنا بالاستمساك بحبل الصدق.























google-playkhamsatmostaqltradent